كشف استطلاع للرأي أجرته صحيفة « ليكونومست » الفرنكوفونية، بشراكة مع مؤسسة « Sunergia » أن 66% من المغاربة يشعرون بالأمان في الأماكن العمومية. وأوضح الاستطلاع أن الشعور بعدم الأمان يهيمن على المدن الكبرى مثل الدارالبيضاء، كما أن فئة النساء أكثر شعورا بعدم الأمان مقارنة مع الرجال. وعبر 74 في المائة من الرجال المستطلعين عن شعورهن بالأمان في الأماكن العمومية، بالمقابل فإن هذه النسبة لا تتجاوز 58% عند النساء. وأكد الاستطلاع هيمنة الوجود الذكوري في الفضاء العام، مستندا على إحصاء المندوبية السامية للتخطيط التي كشفت تعرض 3 ملايين امرأة مغربية للتعنيف الجسدي والنفسي في 2011. وتعليقا لها على هذه الأرقام، أكدت مرية الشرقاوي الكاتبة والباحثة في قضايا النوع الاجتماعي أن ماجاء في الدراسة أقل مما هو كائن » النسبة اكثر بكثير وليست هذه نظرة سلبية مني لكن الواقع المرالذي تعيشه المراة من خروجها من البيت الى حين رجوعها يحكي كل شيء. » وأوضحت الشرقاوي في تصريح للموقع « كل شخص محايد سيتفق معي، على اعتبار التحرش والعنف الذي تتعرض لهالمرأة في الشارع، واذكر هنا بحثا أنجزته المندوبيةالسامية للتخطيط سنة2009 أن من أصل 5,7مليون امرأة بالمدن تتراوح أعمارهن بين 18 و 64سنة، تعرضت ما يناهز 2,3مليون امرأة من بينهن، أيما يعادل 40,6 في المائة في فضاء عام بمدينتهما فعل واحد على الأقل، يصنف ضمن أفعال العنف وذلك خلال فترة الإثني عشر شهرا السابقة للبحث.مع العلم انه هناك حالات بالمئات لم يصرحن والعديد من النساء لايستطعن البوح لسبب أواخر . كما تجدر الإشارة، تضيف الباحثة، ان « العنف بسبب الجنس في مجتمعنا لا تفلت منه المرأة سواء كانت وحدها أو رفقة زوج ، ابن ، اخ في غياب تام للاخلاق والقيم ، مشيرة إلى انه « حسب نتائج التقرير المذكور أعلاه لايبدو أن الزواج عامل محصن للمرأة ضد العنف في الفضاءات العامة ولكن يمكن اعتباره على الأكثر »عاملا مخففا » فقط. »مضيفة « ناهيك عن التحرش الذي يتفشى بشكل كبير جداي جسد أيضا معاناة يومية تعيشها النساء من حينخروجهن من البيت الىحين عودتهن . وتابعت الشرقاوي في ذات الموضوع » لعل الأسباب متعددة ومتداخلة بين غياب القيم الاخلاقية وغياب او قصور النصوص القانونية او عدم تفعيلها بصرامة، فشل المنظومة التربوية بشقيها الاسري و التعليمي، باعتبار تربية النشأ على القيم النبيلة أنجع وسيلة للقضاءعلى كل ما من شانه ان يحول دون شعور الفردسواء كان امرأة او رجل بالامن والامان داخل وطنه. « وأبرزت الشرقاوي « كما ان تفشي ظاهرة الاجرام في الشارع « الكريساج » اكثر ضحاياهُن النساء باعتبارهن حسب الثقافة الذكورية السائدة في المجتمع هي الطرف الضعيف في المعادلة وبالتالي يمارس عليها مايمارس. » وختمت الشرقاوي مؤكدة على أن « كل ما ذكرت يجعل النساء لايشعرن بالامان واظن ان النسبة اكثر بكثير مما جاء في استطلاع الرأي أعلاه . »