صوتت 146 دولة من أعضاء الجمعية العامة لصالح قرار انتخاب فلسطين رئيسة لمجموعة ال 77 والصين. ولم يعارض القرار إلا ثلاث دول، هي الولاياتالمتحدة وإسرائيل وأستراليا، بينما امتنعت 15 دولة عن التصويت. وقد قدم مشروع القرار السفير المصري، محمد إدريس، باسم مجموعة ال 77 والصين، والذي ترأس بلاده المجموعة في دورتها الحالية وطالب الدول الأعضاء بالتصويت لصالح مشروع القرار قائلا: "إن دولة فلسطين عضو كامل في مجموعة ال 77 والصين منذ عام 1976 ولكن عضويتها في الأممالمتحدة ومستوى التمثيل يختلف باختلاف مؤسسات الأممالمتحدة، كما أن عضويتها في الجمعية العامة هي عضوية دولة مراقبة. وفي ال 27 من سبتمبر 2018 انتخبت مجموعة ال 77 والصين دولة فلسطين رئيسا للمجموعة لعام 2019 ." وأشار السفير إدريس إلى تقديم بلاده مشروع قرار في الجمعية العامة: "وبما أن الحقوق والامتيازات التي تتمتع بها دولة فلسطين تتباين من وكالة أممية إلى أخرى وذلك بناء على القواعد الإجرائية والنظم الداخلية التي تعتمدها كل وكالة بشكل منفصل. وفي هذا السياق وبعد المشاورات مع أمانة الأممالمتحدة خلصنا أننا بحاجة إلى قرار صادر عن الجمعية العامة لمنح دولة فلسطين الحقوق والامتيازات اللازمة التي تمكنها من الاطلاع بوظائفها والممارسات الاعتيادية التي يخول بها رئيس المجموعة في الجمعية العامة والكيانات والوكالات الأخرى بل بعض المؤتمرات وذلك أثناء ترؤسها للمجموعة خلال عام 2019 بما يمكنها من ممارسة رئاستها بنجاعة". وقال رئيس المجموعة إن اعتماد المشروع ذات طبيعية فنية وإجرائية سيمكن رئيس المجموعة من الاطلاع بمهامه إزاء المجموعة وكذلك العضوية الأوسع في الأممالمتحدة أثناء عام 2019 مع عدم المساس بالحقوق والامتيازات القائمة. وطلب مندوب الولاياتالمتحدة، جونثان كوهين، من الدول الأعضاء عدم التصويت لصالح القرار وكرر أكثر من مرة أن بلاده لا تعترف بوجود دولة فلسطينية. وأشار إلى خطأ ترتكبه الدول الأعضاء التي ستصوت لصالح مشروع القرار قائلا: "لا نستطيع أن ندعم جهود الفلسطينيين بتعزيز وضعهم خارج المفاوضات. نحن لا نقر بوجود دولة فلسطينية ونعارض رئاسة فلسطين للمجموعة". ثم كرر مجددا عدم اعتراف بلاده بدولة فلسطين قائلا "لا نقر بوجود دولة فلسطين ولا نعترف بها، ولذلك نعارض انتخاب فلسطين رئيسا لمجموعة ال 77 والصين. وعندما يتحدث الفلسطينيون كرئيس للمجموعة فإننا نذكر الدول الأعضاء بأننا لا نقر بوجود دولة فلسطين وما من دولة بهذا الاسم قد اعتمدت كعضو في الأممالمتحدة، لأن الدول الأعضاء في الأممالمتحدة فقط من يحق لها أن تتحدث باسم المجموعات الكبرى مثل مجموعة ال 77 والصين. وليس من المقبول لدولة بمركز مراقب أن تكون رئيسة لمجموعة كبيرة داخل منظومة الأممالمتحدة وتمثلها أمام الجمعية العامة. ولقد اعترضنا على دخول فلسطين وانضمامها إلى المعاهدات. وهذا لأننا، كما قلنا، لا نعترف ولا نقر بأن هناك دولة فلسطينية ولا نعتبر أننا في علاقة أو معاهدة مع دولة فلسطين. نطلب إلى كل الوفود التصويت ضد القرار والعمل لصالح شعوبهم". ومن جهتها اعترضت ممثلة دولة الاحتلال الإسرائيلي على مشروع القرار كذلك قبل التصويت وقالت إن "مجموعة ال 77 والصين هي من الأطراف المهمة في عالم التنمية وتتناول الكثير من القضايا الملحة المتعلقة بالتنمية ولذلك يجب علينا أن نكون حذرين في أن تقع تلك المجموعة فريسة وتستغل من قبل أي طرف والقرار قد صيغ بما يوحي بذلك. وعلى الرغم من الادعاء بأن القرار ذات طبيعة فنية فإنه صيغ من جانب الوفد الفلسطيني ويتجاوز الضرورة المتعلقة بوظائف رئيس المجموعة". وتحدثت كل من ألمانيا وهولندا وبريطانيا، بعد التصويت، والتي أيدت القرار على أن هذا التأييد لا يعني الاعتراف بدولة فلسطين. ولكنه جاء من أجل إعطاء الجانب الفلسطيني الاطلاع بمسؤوليته كرئيس المجموعة ولمدة سنة واحدة. ويهدف التصويت الإيجابي مع مشروع القرار إلى تفعيل دور رئاسة فلسطين لمجموعة ال 77 والصين. وقال السفير الفلسطيني، رياض منصور " إن التصويت بمثابة انتصار لدولة فلسطين وهو دليل على الإجماع والثقة التي تمنحها أغلب دول العالم لفلسطين وقدرتها على إدارة ملفات مهمة. وستعمل دولة فلسطين على القضايا التي تهم التنمية والإنسانية كالفقر والمناخ والتعليم والبيئة وغيرها"، وأكد كذلك أن اتخاذ المجموعة القرار قبل ذلك بالإجماع دليل على ثقة دول العالم بفلسطين وأهليتها لإدارة وقيادة هذه المجموعة المهمة. وفي تصريح حصري ل " القدس العربي" قال السفير المصري محمد إدريس"إن التصويت يعكس ثقة مجموعة ال 77 والصين ورئاستها المصرية بقدة فلسطين على قيادة هذه المجموعة المهمة. وعادة هذه المجموعة تختار الرئيس القادم لها بالتناوب. هذا العام 2018 المجموعة الأفريقية إختارت مصر وللعام القادم اختارت المجموعة الآسيوية فلسطين. والمجموعة ككل أقرت هذا الإختيار بالإجماع. والآن هناك تبعات قانونية نريد للجمعية العامة أن تعتمدها لكون فلسطين عضوا مراقبا كي تكون بمهام الرئاسة المحددة حسب قواعد المجموعة. وهذا الانتخاب يهدف إلى تمكين الرئاسة من ممارسة عملها بقوة وفاعلية وهذا ما نتطلع إليه في العام القادم"، ولاحظ إدريس إن عدم الإعتراض على القرار إلا من ثلاث دول يعكس الثقة والتقدير في قدرة فلسطين على رئاسة المجموعة". وأوضح منصور في لقاء مع "القدس العربي" إن هذا التصويت بهذه الأغلبية الكبيرة يعكس مدى ثقة الغالبية الساحقة التي من الدول الأعضاء التي تصل إلى نحو 80 بالمئة في فلسطين وقدرتها على تسيير أعمال المجموعة بحنكة وخبرة ونجاح. وأعرب منصور "عن شكره لجميع الدول على مساندتها لفلسطين في هذه الخطوة الرفيعة ذات المغزى الكبير، مؤكدا أن القوى العالمية التي تعمل على تغييب فلسطين في المنظومة الدولية وجدت نفسها معزولة، حيث إختارت هذه المجموعة أن تضع دولة فلسطين في المقدمة لقيادة 133 دولة تشكل أكثر من ثلثي الدول الأعضاء في الأممالمتحدة". المصدر: القدس العربي