يبدو أن القيادي في حزب البام المثير للجدل، تمكن من اقناع حزب الخضر الإسبان، بمجموعة من المواقف التي عبر عنها خلال مداخلته بمؤتمرهم المنعقد الأسبورع المنصرم. فقد أدان حزب الخضر السياسة الاستعمارية لإسبانيا واعتبروها مسؤولة عن النزاع الحاصل الآن في جنوب المغرب، ودعوا إلى حل سلمي سياسي متفاوض حوله لاغالب ولا مغلوب فيه، تراعى فيه مصالح المواطنين وتحترم من خلاله حقوق الانسان. كما أصدر المؤتمر توصية أخرى تتعلق بالحقوق الثقافية والتاريخية واللغوية للناطقين بالأمازيغية في مدينتي مليلية، والناطقين بالأمازيغية والدارجة المغربية في سبتة. ودعا مؤتمر الخضر الدولة الاسبانية إلى الاعتراف بالأمازيغية كلغة رسمية، واعتمادها كلغة في المعاملات الإدارية ووسائل الاعلام، ولغة تعليم في المدارس الابتدائية والإعدادية. وكان نائب الأمين لحزب الأصالة والمعاصرة إلياس العماري قد حضر مؤتمر حزب الخضر كضيف شرف، وألقى خلاله كلمة قوية ذكر خلالها بالتداعيات السلبية للاستعمار الاسباني لشمال وجنوب المغرب، وهو ما تفاعل معه الخضر الإسبان بشكل قوية خلال أشغال المؤتمر، ولدى إصدار التوصيات. وليست هذه سابقة، اذ يتذكر الكثيرون الكلمة، التي ألقاها المنسق الوطني للخضر الإسبان خلال المؤتمر الوطني التأسيسي لمنظمة نساء حزب الأصالة والمعاصرة بالرباط في مارس الماضي، حينما قدم اعتذارا رسميا وصريحا عن الفظاعات التي ارتكبها المستعمر الاسباني في حق المدنيين المغاربة بالريف في بداية القرن الماضي، وأدان بشدة استعمال الأسلحة الكيماوية، ودعا الدولة الاسبانية للاعتراف بما ارتكبته وتقديم اعتذار صريح للشعب المغربي.