ودعت بيروت، مساء أمس الأربعاء، الشاعر الفلسطيني سميح القاسم، الذي وافته المنية الشهر الماضي، في حفل تأبيني كانت فيه الكلمات في حق سيد الكلمة المقاومة، متوهجة مشحونة بعواطف جياشة للذي كتب يوما أنه يحمل نعشه على كتفه ويمشي.... على وقع ذات الكلمات "منتصب القامة أمشي ..مرفوع الهامة أمشي..في كفي قصفة زيتون..وعلى كتفي نعشي.. وأنا أمشي أمشي أمشي" بصوت أطفال فلسطينيين، انطلق الحفل الذي نظمه اتحاد الكتاب اللبنانيين و"الحركة الثقافية في لبنان" بالتعاون مع الاتحاد العام للكتاب والادباء الفلسطينيين وسفارة فلسطين في لبنان؟، حسب قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء.
والتقط وجيه فانوس رئيس اتحاد كتاب لبنان كلمات من أفواه البراعم الفلسطينية، ليقول إن القاسم "لم يرحل"، سميح لم ينزل "كفنه من على كتفيه" وهو الذي كان "يدعونا " في كل لحظة نعيشها من أعمارنا ومع كل قصيدة نقرأها من شعره وعبر كل ومضة نعرفها او سنتعرف عليها من حكاية مقاومته، الى ان نتابع المشي بالاكفان وصولا الى حوض كوثر الانتصار...".
واعتبر مراد السوداني باسم الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين بأن سميح القاسم، الاستثنائي والمختلف، هو واحد من "سدنة الوعي والكتابة في عمقنا العربي"، مضيفا أن الراحل، كان نقيا كفلق الصبح" و "شقيا بحب فلسطين" و "نديا كدمعة أم الشهيد".
بيروت تودع القاسم إذن على طريقتها، جمع حفل تأبينه عشاقه من لبنان ومن هناك ...فلسطين معشوقته..، رحل القاسم إذن ولم يعد لمحبيه من مواساة سوى الكلمات التي قال عنها يوما "في البدء كانت الكلمة وللختام الكلمة. وما الجسد إلا منفضة لرماد نار الشعر وما الشعر إلا منفضة لرماد نار الحياة وما الحياة الدنيا إلا منفضة لرماد نار الجسد. منفضة. انها مجرد منفضة" .
إلا أن الكلمات تعبر عن الأسى والحزن أيضا، وهذا ما عبرت عنه كلمة سفير فلسطينبلبنان أشرف دبور بقوله "نحزن لسنديانة رحلت عنا لتلتحق بأصحاب الكلمة الحرة، فدوى طوقان، غسان كنفاني ومحمود درويش...إلا أنك الآن تخصب أرض فلسطين بولوجك الى أحشائها بعد أن خصبتها في حياتك ببهائك وشعرك".
رحل القاسم الذي عبر كثيرا عن ضجره من الموت ذاته "أيها الموتى بلا موت...تعبت من الحياة بلا حياة ...وتعبت من صمتي...ومن صوتي".
ووفاء للكلمة، كان للشعراء وقت، فاستمع الحضور لقصائد لشعراء منهم باسم عباس وغسان مطر وغيرهم.
وتنوعت أعمال سميح القاسم، الذي شكل عصب أدب المقاومة الفلسطينية مع الشاعر الراحل محمود درويش، بين الشعر والنثر والمسرحيات، وبلغت أكثر من سبعين عملا.