نكست الأعلام الجمعة في هولندا التي تحاول معرفة المسؤولين عن الكارثة الجوية في شرق اوكرانيا، التي أسفرت عن 298 قتيلا يحمل 154 منهم على الأقل الجنسية الهولندي. وويشير موقع "البدع" أنه لم تكتف الصحف بتخصيص صفحاتها الأولى للحادث بل نشرت ملفات مفصلة أيضا تضمنت صورا للحطام ولجوازات سفر هولندية عثر عليها في مكان الحادث وخرائط للسياح وصورا لضحايا أو لأقاربهم وهم يبكون عند سماعهم الخبر.
وتساءلت صحيفة الغيمين داغبلاد الشعبية اليومية "من أسقط الرحلة ام اتش 17 فوق اوكرانيا؟".
وفيما لا تزال ظروف الحادث غامضة، يؤكد مسؤولون أميركيون أن الطائرة أسقطت بصاروخ أرض-جو.
وقد تحطمت البوينغ 777 التابعة لشركة الخطوط الجوية الماليزية في منطقة يسيطر عليها المتمردون الموالون لروسيا؛ وتبادلت كييف والمتمردون على الفور تهمة إطلاق الصاروخ المفترض الذي أسقط الطائرة.
وأكدت صحيفة فولكسكرانت (يسار الوسط) اليومية أن "كل المؤشرات تدل على المتمردين الموالين لروسيا"، موضحة أن "الكارثة الجوية تربك فلاديمير بوتين".
وأضافت الصحيفة أن "المتمردين الموالين لروسيا منوا أمس بهزيمة يمكن أن تؤشر إلى انطفاء مقاومتهم المستمرة منذ أربعة أشهر ضد الحكومة الأوكرانية"، مشيرة إلى أن "المتمردين احرزوا تقدما في الأام الأخيرة بدعم من موسكو".
وقد نكست الأعلام على مقر الحكومة الهولندية في لاهاي وعلى جميع المباني الرسمية في هولندا.
وكان ملك هولندا فيليم الكسندر أكد مساء الخميس أنه "يشعر بحزن عميق" من جراء الكارثة الجوية، فيما قال رئيس الوزراء مارك روته إن هولندا في حالة "حداد".
وفتح عدد كبير من سجلات التعازي على الانترنت، نشرت عليها الاف الرسائل؛ وعلى سبيل المثال، كتب غردي سمايل "اتمنى ان يتحلى جميع ذوي الضحايا بقدر كبير من الشجاعة اينما كانوا في العالم".
من جهتها كتبت يولاند "تحولت رحلة الى الشرق الساحر رحلة الى الابدية، يا للرعب"؛
وقد تحدث روته خلال الليل مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في شأن الكارثة، كما ذكرت وكالة الأنباء الهولندية، واضافت ان "اوباما وروته متفقان على ضرورة اجراء تحقيق شامل".
من جهته، قال وزير الخارجية الهولندي فرانس تيمرمانس انه تحدث مع عدد كبير من نظرائه في العالم. واضاف "ثمة دعم كبير جدا لاجراء تحقيق دولي مستقل حول ظروف المأساة".
واوضحت صحيفة فولكسكرانت انها "واحدة من اسوأ الكوارث الجوية في تاريخ هولندا".
وهذه الكارثة هي الثانية الأكثر دموية في تاريخ هولندا، كما ذكرت وكالة الأنباء الهولندية: ففي 1977، اصطدمت طائرتا بوينغ 747 في مطار تينيريف في جزر الكناري مما اسفر عن 853 قتيلا منهم 238 هولنديا.
وفي ايار/مايو 2010، تحطمت ايرباص آي330 في العاصمة الليبية طرابلس فقتل 103 اشخاص منهم 70 هولنديا. والناجي الوحيد من الكارثة صبي هولندي كان آنذاك في التاسعة من عمره. ولم تحصل معجزة في اوكرانيا، اذ لم ينج احد.
والذين لم يتمكنوا من الصعود الى الطائرة بسبب التأخر، او رغبة في التوفير أو حتى يكونوا مع العائلة لم يأسفوا لتخلفهم عن هذه الرحلة المشؤومة.
فقد طلب هاري سيم ان يستقل رحلة المساء مع عائلته بعدما أيقن أنه لن يتمكن من السفر على الطائرة نفسها مع زوجته نور ازاني وابنهما الذي يبلغ شهره الثالث.