تأمل ألمانيا أن تصبح أول منتخب أوروبي يفوز بكأس العالم في أمريكا الجنوبية حينما تواجه في النهائي اليوم منتخب الأرجنتين الذي يتطلع قائده ليونيل ميسي إلى السير على خطى الأسطورة دييجو مارادونا. وتصب الترشيحات أكثر في صالح ألمانيا بعد فوزها التاريخي 7-1 على البرازيل صاحبة الضيافة في الدور قبل النهائي. لكن مع وجود ميسي تملك الأرجنتين واحدا من عظماء اللعبة في الوقت الحالي الذي يمكنه قلب النتيجة في غمضة عين ويحلم بإعادة الكأس الغالية إلى خزائن بلاده لأول مرة منذ 1986 حينما فعلها فريق رائع بقيادة مارادونا. ومما قد يثير غيظ البرازيليين في إطار المنافسة التاريخية مع الجارة الأرجنتين اجتاح نحو مئة إلف مشجع أرجنتيني مدينة ريو دي جانيرو لحضور النهائي. ودفع بعضهم عشرة ألاف دولار نظير حجز تذاكر الطيران والإقامة بينما قطع آخرون ألفي كيلومتر بسيارات وحافلات وشاحنات من بوينس ايرس. وتتناثر أعلام ومخيمات وسيارات تحمل لوحات الأرجنتين في جميع أنحاء كوباكابانا الشهيرة وشواطئ ريو. ويناصر عدد كبير من البرازيليينألمانيا رغبة في حرمان الأرجنتينيين من نشوة انتصار لو تحقق سيجعل منافسهم التاريخي يفاخر به عليهم لسنوات. وسيحضر مشجعون برازيليون كانوا يحلمون برؤية بلدهم يرفع الكأس السادسة في تاريخه على أرضه النهائي وهم يرتدون قمصان ألمانيا رغم الهزيمة المنكرة أمامهم في قبل النهائي. وقال برونو بيريرا المقيم في ريو خارج ملعب ماراكانا الذي يسع أكثر من 74 ألف متفرج وهو يرتدي قميصا مقلدا لمنتخب ألمانيا ويمازح عددا من المشجعين الألمان "لقد غفرنا لألمانيا ما فعلته بنا. على العكس نحترمهم لأنهم لعبوا بالطريقة البرازيلية." وهذه ثالث مواجهة بين ألمانياوالأرجنتين في نهائي كاس العالم بعدما فازت الأرجنتين 3-2 في 1986 في المكسيك بينما فازت ألمانيا بهدف دون رد في 1990 في روما في مباراة باهتة. ولا يتوقف التاريخ عند هذا الأمر. فقد أخرجت ألمانيا منافستها الأرجنتين من آخر نسختين لكأس العالم في دور الثمانية وفازت عليها بأربعة أهداف دون رد في 2010 أمام تشكيلة قادها وقتها المدرب مارادونا فضحت قلة خبرته التدريبية. ومع قرب اسدال الستار على بطولة مثيرة كانت الغلبة فيها للعب الهجومي وشهدت أهدافا غزيرة يتوقع أن يشهد النهائي حذرا بالغا من المنتخبين حيث ستدفع ألمانيا بكتيبة من اللاعبين لمراقبة ميسي بينما ستحاول الأرجنتين عدم ترك المساحات لألمانيا حتى لا تكرر معهم ما فعلته مع البرازيل. ووصل الحارسان مانويل نوير من ألمانيا وسيرجيو روميرو من الأرجنتين إلى قمة مستواهما بينما يطارد ميسي صاحب الأهداف الأربعة وتوماس مولر صاحبة الأهداف الخمسة جائزة "الحذاء الذهبي" التي تمنح لهداف البطولة. ويتفوق عليهما حتى هذه اللحظة الكولومبي جيمس رودريجيز برصيد ستة أهداف. والثلاثة من بين عشرة لاعبين دخلوا قائمة مختصرة للمنافسة على "الكرة الذهبية" لأفضل لاعب في البطولة. وستعلن الجوائز بعد مباراة النهائي اليوم. وشهدت البطولة الحالية تسجيل 170 هدفا وربما تتفوق على الرقم القياسي البالغ 171 هدفا والمسجل في كأس العالم في فرنسا 1998. وودعت البرازيل البطولة بهزيمة قاسية أخرى بثلاثية أمام هولندا في مباراة تحديد المركز الثالث. وقبل الهزيمتين الأخيرتين لم تكن البرازيل حسب معطيات التي أوردتها وكالة رويترز قد خسرت أي مباراة رسمية على أرضها منذ 1975 لكنها منيت ألان بخسارتين في خمسة أيام في نهاية حزينة لبطولة دخلوها بثقة عالية وآمال عظيمة. وإذا انتصرت الأرجنتين اليوم فإنها ستعمق جراح البرازيل وستترك المرارة في حلوق البرازيليين لسنوات.