حقق كيليان مبابي بداية مثالية مع فريقه الجديد باريس سان جرمان وساهم في انجاز تاريخي لنادي العاصمة الفرنسية الذي اكتسح مضيفه متز 5-1 الجمعة في المرحلة الخامسة من الدوري الفرنسي لكرة القدم. ونجح المهاجم الدولي البالغ 18 عاما في الوصول الى الشباك بتسديدته الأولى بقميص سان جرمان الذي تعاقد معه على سبيل الاعارة من موناكو مع خيار شرائه في نهاية الموسم مقابل 180 مليون يورو. وسجل مبابي الهدف الثاني لفريقه الجديد ومهد الطريق أمامه ليخرج فائزا من مبارياته الخمس الأولى لأول مرة في تاريخه، وهو كان سعيدا بالبداية المثالية وببداية شراكته مع الثنائي الأوروغوياني ادينسون كافاني والوافد الجديد الآخر البرازيلي نيمار الذي كلف الادارة القطرية 222 مليون يورو لفك ارتباطه ببرشلونة الإسباني. وقال مبابي بعد اللقاء « أنا سعيد للغاية، لكن يجب التنويه بشكل خاص بالأداء الجماعي. اليوم، كان المهم مواصلة مشوارنا على هذا المنوال لاسيما بعد عطلة المباريات الدولية، لأن البعض (من اللاعبين) عادوا متأخرين. لكننا أظهرنا أنه بإمكاننا المحافظة على تركيزنا والمنافسة بكل طاقتنا في جميع المسابقات ». وأكد مبابي أنه راض عما قدمه في المباراة الأولى له بقميص النادي الباريسي « لقد حققنا فوزا، سجلت هدفا ولعبنا بطريقة جميلة، كل الأسباب تدفعني الى الشعور بالرضى. الآن، لا يجب أن نتوقف هنا، يجب المواصلة، لا تزال هناك الكثير من المباريات ويجب أن نكون حاضرين لجميعها ». أما بالنسبة الى اللعب بجانب نيمار، قال مبابي « من السهل اللعب معه، لم أشارك معه سوى في تمرينين، لكنه (الوصول الى التفاهم) كان سهلا. إنه لاعب يساعدك على الارتقاء في مستواك، كل ما عليك فعله هو التأقلم معه وسيجعل منك لاعبا أفضل… لاعب مثله بإمكانه قيادتك الى احراز الألقاب ». صحيح أن التركيز منصب على مبابي ونيمار الذي سجل هدفه الرابع في اربع مباريات، لكن لا يمكن تجاهل كافاني الذي أصبح أول لاعب يجد طريقه الى الشباك في المباريات الخمس الأولى من الدوري، منذ أن حقق ذلك سيلفان ويلتورد مع بوردو خلال موسم 1998-1999، رافعا بثنائيته الجمعة رصيده الى 7 أهداف في صدارة الهدافين مشاركة مع مهاجم موناكو الكولومبي راداميل فالكاو. ويأمل المدرب اوناي ايمري أن تعطي هذه الشراكة بين الثلاثي الضارب نيمار-مبابي-كافاني أثارها منذ الاختبار الأول للنادي الباريسي في مسابقة دوري أبطال أوروبا، حيث يحل سان جرمان ضيفا على سلتيك الاسكتلندي الثلاثاء ضمن منافسات المجموعة الثانية التي تضم العملاق الألماني بايرن ميونيخ واندرلخت البلجيكي. ورفض مبابي المبالغة في الحديث عن طموحات سان جرمان في هذه المسابقة التي تشكل الهدف الأساسي للادارة القطرية، قائلا « ما زال الوقت مبكرا، لم نلعب حتى مباراتنا الأولى فيها! لكننا نملك فريقا جيدا ونثق بأنفسنا وندرك أنه ما زال أمامنا الكثير من العمل. الآن، سنذهب الى غلاسكو من أجل الفوز وتحقيق بداية جيدة ». وتابع « لطالما قلت أن دوري الأبطال مسابقة مميزة. إنها مسابقة اللاعبين الكبار، هناك نرى اللاعبين الكبار. إنها مسابقة يحبها الجميع وكل المنافسين يريدون خوضها بكل ما يملكونه ». ومن جهته، ركز ايمري بعد فوز الجمعة على أهمية اللعب الجماعي والتوازن بين الهجوم والدفاع، مضيفا « يجب أن نعمل خطوة بخطوة. نبدأ مشوارنا بفكرة، بأسلوب. الأسلوب مهم لكن ما يهمني شخصيا هو التوازن في ارضية الملعب بين الهجوم والدفاع. بوجود المواهب الفردية، نحن بحاجة الى الانضباط التكتيكي ». أما بخصوص المباراة الأولى لمبابي، فقال « أعتقد أن اللاعبين الجيدين يحبون اللعب الى جانب لاعبين من مستواهم وكيليان حقق بداية جيدة. أعتقد أن جميع اللاعبين سعداء ». ومنذ انتقال ملكية سان جرمان الى هيئة قطر للاستثمارات الرياضية في صيف 2011، كانت مسابقة دوري الأبطال الهدف الأسمى لاسيما بعد أن هيمن الفريق على الدوري المحلي وتوج بلقبه اربع مرات متتالية قبل أن ينتزعه منه موناكو في 2017 . وأنفق القطريون ما يناهز 1,5 مليار يورو منذ وصولهم من أجل جعل سان جرمان من الأندية التي يحسب لها ألف حساب في القارة الأوروبية، لكن هذا الانفاق قد يسبب لهم مشكلة مع الاتحاد الأوروبي الذي فتح الأسبوع الماضي تحقيقا بحق النادي للاشتباه بمخالفته قاعدة اللعب المالي النظيف. لكن رئيسه ناصر الخليفي أكد الأربعاء خلال تقديم مبابي انه « ليس لدينا ما نخفيه »، مضيفا « نحن واثقون من وضعنا وتعاقداتنا. بامكان الاتحاد الاوروبي ان يفعل ما يريد، لكننا قمنا بكل شيء بطريقة شفافة. ليس لدينا ما نخفيه، ولسنا بحاجة الى إخفاء اي شيء ». وفي ظل مطالبة ايضا من رابطة الدوري الاسباني بالتحقيق مع سان جرمان، شدد الخليفي على أن النادي الباريسي « يحترم كل قواعد الاتحاد الاوروبي او فيفا (الاتحاد الدولي). اذا كانت اندية اخرى غير سعيدة، فانها ليست مشكلتنا. ينصب اهتمامي فقط على تحقيق اهدافنا »، مشيرا الى ان مكاتب النادي مفتوحة للاتحاد الاوروبي « بسرور كبير ».