حققت المغنية المغربية سميرة سعيد حلمها بالمشاركة لأول مرة في مهرجانات بعلبك أحد أعرق المهرجانات الفنية اللبنانية بحفل متميز قدمته مساء أمس الجمعة على مسرح معبد باخوس في قلعة بعلبك الأثرية أمام جمهور تجاوز الأربعة آلاف. وعلى مدة أكثر من ساعة ونصف الساعة قدمت سميرة (59 عاما) التي اشتهرت بلقب « الديفا » أعمالا انتقائية من مختلف مراحل مشوارها الفني الذي بدأته وهي في الثامنة من عمرها. ورغم تأخر انطلاق الحفلة نحو 40 دقيقة بسبب تدفق الجمهور من مختلف الطرق المؤدية للقلعة علت الهتافات المرحبة والتصفيق القوي بمجرد أن أطلت سميرة سعيد على المسرح مرتدية ثوبا زهري اللون مطرز الصدر والذراعين من توقيع المصمم اللبناني نيكولا جبران. وكانت سميرة سعيد قد عبرت خلال عشرات المقابلات التي أجرتها مع الصحافة اللبنانية قبل الحفلة عن سعادتها الكبيرة لعودتها للغناء إلى لبنان بعد سنوات طويلة من الغياب. وقبل الانطلاق في البرنامج التي بدلته بطريقة عفوية بعد أن تعرفت على جمهور بعلبك وفهمت مزاجه في الأمسية قالت في كلمتها الافتتاحية « الغناء في بعلبك حلم وتحقق الحمد الله. نفسي أجي (آتي إلى) هنا وأغني من زمان كتير أوي. بشكركم على الاستضافة. هي إضافة للسي في بتاعي. وعاوزة (أريد) أقول إن أول بلد عربي سافرت له هو لبنان. كان عندي تمان سنين ولي ذكريات رائعة في المكان ده. لبنان أنا بحبه أوي وبحب ناسه وجماله وطبيعته. وإن شاء الله لبنان ترجع زي ما كانت وأحسن ». واستهلت الحفل الذي فاق كل التوقعات من حيث عدد الحضور بأغنية (هوا هوا) التي تصدرت عام 2016 المركز الأول في موقع (أي تيونز) العالمي وكررتها أكثر من مرة خلال الحفل. ورافقها على خشبة المسرح أكثر من 20 موسيقيا قدموا معها قبل أيام من مصر حيث تقيم منذ ما يقرب من 40 سنة. وكان واضحا منذ الدقائق الأولى أن جمهور مهرجانات بعلبك الذي يتألف من فئات عمرية متنوعة يريد في الأمسية أن يرقص ويحتفل بالحياة إذ حاولت سميرة سعيد مرارا أن تدخل الأغاني الطربية إلى البرنامج المقرر لكن الجمهور كان يعيدها إلى الأعمال الإيقاعية التي تشتهر بها المغنية الجريئة في خياراتها الموسيقية. ومن الأغاني التي قدمتها (بشتقلك ساعات) و(أنا راجعة يا أغلى حبيب) و(ع البال) و(أديني سبتو) التي رددتها أيضا أكثر من مرة. وفي إيماءة حب للبنان ومطربته الكبيرة فيروز قدمت سميرة سعيد نسختها الشخصية لأغنية (عندي ثقة فيك) التي لحنها زياد الرحباني نجل المغنية فيروز. وطلب الجمهور منها مرات عدة أن تؤدي أغنية (قال جاني بعد يومين) التي اشتهرت بها وكانت العنوان الأساسي لبداياتها لكنها اختارت أن تبقيها للنهاية حيث رافقها الجميع في الغناء وأعادت غناءها أكثر من مرة. وأنهت الحفل بإعادة لمقطع حماسي من أغنية (هوا هوا).