كما كان متوقعا، من خلال مؤشرات صباح 20 يوليوز، نفذت ساكنة الحسيمة، ما بات يعرف إعلاميا ب »مسيرة الزفزافي »، خصوصا أنه دعا اليها، قبل إعتقاله، ماي الماضي، لتخليد ذكرى معركة أنوال الشهيرة. في حدود الساعة الرابعة والنصف، انطلقت العاصفة التي تلت سكوت الصباح، حيث تسارعت الخطى نحو ساحة محمد السادس « ساحة الشهداء »، قبل أن يتم تطويق الساحة، في إعلان رسمي عن تنفيذ المنع الذي أعلنه وزير الداخلية، عبد الواحد الفتيت، إلا أن خطة الأمن « فشلت » أمام خطط النشطاء، حيث إنطلق الشكل الاحتجاجي من أكثر من نقطة. كر وفر، شعارات النشطاء الداعية لإطلاق سراح المعتقلين ووجهت بالتفريق كإجراء أولي، ثم تم تصعيد شكل المنع ليشمل « الهراوات » التي تساقطت على رؤوس المحتجين، قبل أن يتم اللجوء لاستعمال القنابل المسيلة للدموع، ما تسبب في إغماءات وإصابات في صفوف المحتجين، نساء ورجال وأطفال. محيط مسجد السدراوي، المحادي لساحة الشهداء، شهد تدخل عنيفا لقوات الأمن، ما دفع المحتجين للتحصن داخل المسجد، مرددين شعارات من قبيل « الموت ولا المذلة » وشوف وسمع الريف كيخلع » و » يا المخزن حداري كلنا الزفزافي »، متشبتين بشعار السلمية الذي أكد عليه زعيم حراك الريف، ناصر الزفزافي، آخرها التسجيل الصوتي المسرب من داخل سجن عكاشة. ولاتزال أجواء التوتر تسود مدينة الحسيمة، حيث يجدد النشطاء في كل مرة خروجهم للشارع، إصرارا منهم على تنفيد الشكل النضالي، فيما لا تزال أرقام معتقلي « مسيرة الزفزافي » متضاربة، إلا أن مصدرا مطلعا أكد أن الرقم كبير. وحسب المؤشرات المستقاة من عين المكان، فإن منارة المتوسط مقبلىة على ليلة بيضاء، في ظل رفض الطرفين، قوات الأمن والنشطاء، رفع الراية البيضاء، لوضع نقطة نهاية ل »مسيرة أنوال »، في إنتظار إنهاء « أزمة الريف » نهائيا.