لو لم يغمض الرئيس الجزائري هواري بومدين عينيه إلى الأبد في سنة 1978، لكان الملك الراحل أمام أخطر محاولة اغتيال جزائرية بمساعدة أيادي مغربية. كل شيء تم ترتيبه لتصفية الملك الحسن الثاني، خاصة بعد أن تم إرسال مجموعتين من عناصر جزائرية مدربة، كل واحدة تضم أربعة أشخاص، حسب ما كشف عنه كتاب حديث صدر بفرنسا بعنوان «العالم بعيون كارلوس» لصاحبه الصحافي الفرنسي «لاسزالو»، وأما «كارلوس» هذا فليس سوى «إليش راميريز» والذي كان يلقب بالثعلب ويعد أحد المقربين من الدائرة الضيقة للرئيس الجزائري هواري بومدين. يقول «لاسزالو» عن «كارلوس» في كتابه الحديث الصدور، أن المجموعتين سافرتا إلى المغرب في انتظار إشارة الضوء الأخضر لبداية تنفيذ العملية، وفي الدقيقة الصفر حدث ما لم يكن في الحسبان. ففي الفترة التي حددت لتنفيذ المخطط من قبل عملاء «كارلوس»، حيث كان الجميع ينتظر معرفة الطريق التي سيستعملها الملك الراحل في أحد أيام سنة 1978 (لم يكشف صاحب الكتاب عن اليوم بدقة)، كان الرئيس هواري بومدين قد توفي، وحل مكانه الشادلي بنجديد، والذي عمل على وجه السرعة على تغيير عدد من الوجوه البارزة التي كانت تمثل اليد اليمنى لبومدين في الإدارات العمومية ومنها الشرطة، مثل صالح حجاب الذي كان يعمل رئيسا لمركز الأمن في العاصمة، وأحمد دراية الذي كان يعمل المدير العام لأمن الوطني، والذين كانا أهم المساعدين ل«كارلوس». المثير في الحكاية التي كشف عنها الكتاب هو الرجل الذي كان مساعدا للمخطط الجزائري في تصفية الملك الراحل. إنه أحمد الدليمي الذي توفي بدوره في يناير 1982 في حادثة السير الشهيرة. كتاب «العالم بعيون كارلوس» الذي كشف تورط بومدين في محاولة اغتيال الملك الحسن الثاني