مازال شريط الفاجعة يمر بين ناظري حسن نظيف، أحد الناجين من التفجيرات الإرهابية لمطعم "كازا اسبانيا"، رغم مضي 11 سنة عليها، فهو يتذكر كل صغيرة وكبيرة مرت أمام عينيه وهو طريح الأرض لا يقوى على الوقوف من هول الإصابة. يقول الحاج حسن الذي كان أنذاك يملك مخبزة أنه كان يزود المطعم بالخبز طيلة أيام الأسبوع، بينما يوم الجمعة ان يزودهم بالحلوى، هذا المطعم كان ينظم كل جمعة حفلة يحضرها عائلات، ومحامين وأطباء وغيرهم، وكان مطعم عادي كغيره مستغربا كيف تتم مهاجمته بهذه الطريقة الفظيعة". "كان ذلك اليوم عيد الشرطة، فأقام المطعم احتفالية، وبحكم أنني أتعامل معهم، كنت كل مساء أذهب اليه للتوصل بمستحقاتي المالية، لكن ذلك اليوم التقيت بأحد المعارف، وبينما نتجاذب أطراف الحديث سمعنا ذوي انفجار قوي، اعتقدنا أن قنينة غاز هي السبب، أصبت في ظهري إصابة خطيرة لم أقوى على الحراك، كنت فقط أرى ما يدور حولي، منظر أشلاء بشرية، صراخ، فوضى، ظلام...منظر مريع، بعدها قمت بالزحف الى الممر الخارجي للمطعم، هناك رأيت الحارس "ميلود" ورأسه نصف مقطوع يحاول أن يرجعه الى مكانه ويهتف بصوت مبحوح "حضيو راسكم راه مازالين ثلاثة"، بعدها سمعت صوت انفجارين آخرين.. أتت سيارة الإسعاف ومن هول الصدمة الجميع أخذ في الصعود اليها،عمت حالة من الفوضى، رآني أحد الجيران وأنا ممدد فأحضر السيارة واتجهنا الى المستشفى...نجيت بأعجوبة".