نبه عبد الكريم بنعتيق، الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، من التهديد الذي تمثله ظاهر الهجرة أو ما اصطلح عليه ب « اللجوء المناخي ». وقال بنعتيق خلال كلمة له قبل قليل، في ورشة موضوعاتية حول التغيرات المناخية والتنقلات البشرية، بالصخيرات، إن الإحصائيات، الشبه متفق عليها، تسجل 250 مليون مهاجرا في العالم، أي 3,3 في المئة من ساكنة العالم، وأوضح أن 65 مليون من ساكنة العالم هي هجرة اضطرارية، وداخل هذا الرقم هناك 25 مليون هم إما لاجئين أو طالبي اللجوء، ما يعني أن العالم غير مستقر والإنسان غير مستقر، « لذلك علينا كمسؤولين وخبراء إيجاد أسلحة وأجوبة كافية لحل الظاهرة ». وأكد بنعتيق أن ظاهرة الهجرة الإضطرارية هي مأساة إنسانية، لا تهم بلدا معين أو قارة بعينها وإنما العالم بأسره، « لدينا مسؤولية كبيرة مشتركة في التعاطي مع هذا الإشكال المعقد، وهذه المسؤولية الملقاة علينا ليست عابرة، وهذا النقاش كان يعتبر ثانويا وسط المسؤولين، لكن اليوم أصبح ضرورة ملحة ». وأبرز المسؤول أن المغرب قبل 3 سنوات من الآن تعامل بجرأة كبيرة مع القضية، وفهم أن الهجرة ليست فقط تهديد للمكتسبات الاقتصادية وليس فقط رد فعل لرفض الآخر وإنما هي من تعقيدات القرن 21، لذلك كان هناك اشتغال نموذجي في هذا الإطار تم مع المجتمع المدني، خاصة وأن المغرب لم يعد بلد مرور وإنما استقبال، لذلك وعى كيف يمكن أن يحول الظاهرة من عبئ إلى قوة. وقال المتحدث أن 50 في المئة من الهجرة هي إفريقية إفريقية، لذلك وجب بلورة سياسة إفريقية إفريقية من أجل إيجاد الحلول، وحث التيارات المحافظة التي لم تستوعب بعد أن الهجرة يمكن أن تكون قوة، على التفاعل الإيجابي مع الظاهرة. واستدل بنعتيق في الورشة الموضوعاتية التي تنعقد تحضيرا للمنتدى العالمي حول الهجرة والتنمية الذي سينعقد أواخر الشهر المقبل في ألمانيا بمثال لأحد الفلاسفة اليونان « كلنا مهاجرون الفرق فقط هو في بلد الإزدياد »، مشيرا إلى ضرورة التعامل الإيجابي مع الظاهرة.