يستمر الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة ورئيس جهة طنجةتطوانالحسيمة في التفاعل مع الأحداث السياسية والاجتماعية والثقافية بالكتابة على حسابه على الفتيسبوك. اليوم خصص مقاله لفاجعة قتل حمالة مغربية تعيش وضعا اجتماعيا مزريا في باب سبتة السليبة. في هذا المقال يشخص ويقترحا حلولا. في ظرف أقل من شهر، سقطت ثلاث شهيدات على المعبر الحدودي الوهمي لسبتةالمحتلة، فبعد سقوط شهيدتين: الأولى بسبب الازدحام والتدافع، والثانية بسبب الحرس المدني الاسباني، سقطت فجر هذا اليوم شهيدة ثالثة، وهذا يسائلنا جميعا، حكومة ومنتخبين، في ظل غياب إحصائيات رسمية حول عدد المستفيدين من تجارة السلع المهربة، إذ هناك من يتحدث عن الآلاف ممن تهان كرامتهم يوميا، نساء ورجالا، أطفالا وشيوخا. ما حدث في الساعات الأولى من فجر اليوم يذكرني بما يحدث أمام الجدار العازل الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني. فنفس المعاناة التي يتلقاها الفلسطينيون على الأبواب التي وضعتها إسرائيل أمام المسجد الأقصى، ضدا على المواثيق الدولية، تعيشه الأمواج البشرية فجر كل يوم على المعبر الوهمي لسبتة. كما أن الكم الهائل من النساء والرجال والأطفال الذين يسعون كل صباح بين الفنيدقوسبتةالمحتلة يذكرني أيضا بإحدى المظاهرات الضخمة للحراك الإجتماعي. فكيف إلى حدود الساعة تحت ذريعة كون الحدود وهمية، وبأننا لا نعترف بالسيادة الإسبانية على الثغرين سبتة ومليلية، ولاعتبارات ربما لا نعرفها، يتم التغاضي عن المآسي التي تشهدها معابر الحدود الوهمية سواء بسبتة أو مليلية. من موقعي كرئيس للجهة، بحيث لا أملك سلطة إقتصادية ولا قانونية ولا أمنية على ما يحدث بالمعبر، فإنني سأقترح على المجلس تنظيم مناظرة في القريب العاجل حول اقتصاد الحدود الوهمية، في انتظار تقديم الأجوبة من طرف جميع المتدخلين والمسؤولين عما يحدث. أنحني أمام كل الرجال والنساء والشيوخ والأطفال الذين يغامرون يوميا من أجل لقمة عيش بئيسة. كما أنحني لعائلات الشهداء الذين سقطوا دفاعا على حدودنا الوطنية خدمة للواجب، أو من أجل لقمة للعيش تحفظ كرامتهم. وتعازي الحارة للجميع. وفي نفس الوقت أطالب السلطات المختصة داخل المغرب ومن الجارة الإسبانية مباشرة تحقيق جدي ومسؤول حول الكوارث التي تحدث على هذه المعابر، وأدعو حكومة البلدين إلى مباشرة المفاوضات حول وضعية ما تبقى من المستعمرات في بلادنا.