لعل قصص النجاح قليلة في العالم، لكنها تستحق أن تروى وأن نعيد سردها والتعلم من دروسها، من أجل العبرة والاقتداء. مبكرا عرف الاستاذ هاشم الفضيلي ما يصبو اليه. ترعرع في بيت مغربي حيث خلوة الكتاب، مدرسة في حد ذاتها. يتحدث وعمره لا يربو عن ال42 سنة بفخر عن مسار، جعله أول مغربي بل وأول أجنبي، نجح في مباراة وطنية فرنسية عمرها 180 سنة، لا يفوز فيها إلا أمهر المحامين الأكثر براعة في الخطابة وتمرسا على بسط دفوعاته القانونية، حيث الشكل يسبق المضمون، وذلك أمام محكمة النقض الفرنسية. « حينما تم اختياري ضمن الطلبة المحامين الذين سيجتازون هذه المباراة، قلت مع نفسي هل أنا أمام مجانين، يختارونني، أنا المحامي الطالب الحديث العهد بالمهنة، هذا في الوقت الذي تمرس منافسيّ على مهنة المحاماة منذ ما يزيد عن أربع أو خمس سنوات!! رغم ذلك نجحت، ولحد الآن لازلت الأجنبي الوحيد في فرنسا، الذي نجح في هذه المباراة، والمغربي الوحيد الذي تألق على هذا المستوى » بعد مرور سنة على الترافع في محكمة النقض، فتح مكتبه في فرنسا، وتخصص في قضايا المال والأعمال، ومنذ 11 سنة يدرس القانون في جامعة العلوم السياسية في باريس، وجامعة القانون في مونبوليي، التي درس فيها، قبل أن يعود إليها أستاذا جامعيا يحظى باحترام طلبته وأبرز الأساتذة فيها. تحدث بحماس عن تجربته كمحامي وبكثير من البساطة والتفكه قال ونحن نسآله عن نصائح يمكن أن يقدمها لطلبة مغاربة شغوفين بمهنة المحاماة: » الا باغي يتبعني شي واحد، يجب أن يحب بلده وعائلته ونفسه قبل كل شيء.. ويضيف بأسلوب لا يخلو من تفكه : » الا يغاني يتبعني » ثم يضيف: » يجب أن نساعد الشباب.. هذه مهمتنا بل واجبنا أن نساعد الشباب، الذين لديهم ثقة في أنفسهم ولديهم الرغبة في الكد والعمل والنجاح والمساهمة في تنمية المغرب » قال الأستاذ هاشم فضيلي: » حينما أحكي قصتي يبدو أن الأمر سهلا، لكن الأمر ليس كذلك، الأكيد أن ثمة عراقيل، لكن لا مجال للحديث عن الفشل والخيبات، وإنما عن تجارب، لكن لابد أن نتعلم من التجارب، وإلا فما جدواها.. لابد من الإيمان بقدراتنا، والدفع بدينامية جماعية.. دعوني أشرككم في فكرة كنت ولازلت مقتنعا بها.. نسمع عن الكثير من المغاربة الناجحين، هذا توج طالبا لامعا في جامعة هارفاد، وهذا استقطبته لاناسا. لكن ماذا بعد؟ ما الذي يقومون به فيما بعد؟ لا شيء !! لهذا قناعتي أنه لابد من تقاسم الثروة واشراك الآخرين في نجاحاتنا، وهذا ما أقوم به مرارا..أشتغل وطلبة، على طريقة تقديم أنفسهم.. قناعة مني أنه من المؤكد أننا ننجح أننا ننجح لأن طرفا آخر ساهم في نجاحنا.. » تحدث كيف دعا فتح الله السجلماسي سفير المملكة المغربية عند نجاحه في المباراة، التي كانت مرحلة مفصلية في حياته، ومنذ تلك اللحظة ظل التبادل قائما بينهما حول القانون والديبلوماسية، وكيف دعا ادريس الضحاك بصفته الرئيس الأول للمجلس الأعلى، محكمة النقض.. تحدث عن العنصرية في فرنسا وعن التعليم في المغرب الذي يمشي بأكثر من وثيرة، وعن أشياء كثيرة تستحق التأمل.