وجد رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، نفسه في وضع حرج، بعدما تعالت أصوات من داخل المعارضة والأغلبية تطالبه بعدم الحديث في التجمعات التي يعقدها حزبه العدالة والتنمية بصفته كرئيس للحكومة. عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وفي ظل تعالي هذه الأصوات، قرر حسب مصادر عليمة التخلي عن الأمانة العامة للحزب، والتركيز والاشتغال فقط داخل الحكومة من أجل انجاح تجربة الإسلاميين الأولى من نوعها في المغرب. وحسب المصادر نفسها، فإن عبد الإله بنكيران دعا ليلة أمس الإثنين أعضاء أمانة الحزب لعقد اجتماع طارئ قصد مناقشة المسألة، على أساس أن يعقد مجلس وطني يعلن فيه بنكيران استقالته من منصب الأمين العام وانتخاب أمين جديد بشكل رسمي. وأوردت المصادر نفسها، على أن بنكيران متذمر بشكل كبير من هذا القرار، سيما وأنه لا يرغب في التخلي عن زعامة الحزب الذي أوصله إلى رئاسة الحكومة، غير أن تعالي الأصوات حتى من داخل حلفائه الذين امتعضوا من ذلك، دفعه إلى اتخاذ هذا القرار. وأشارت المصادر ذاتها ان اتصالات سابقة أجريت بين بنكيران وبعض الأمناء العامين للأحزاب المشكلة للحكومة، تحدث فيها الحلفاء عن امتعاضهم من بنكيران، معتبرين أن حديثه في التجمعات الخطابية لحزبه تعد حملات انتخابية حيث يروج فيها للمشاريع الحكومية وكأن حزبه الوحيد الذي قام بذلك. الأصوات الغاضبة عبرت عن نفسها في الآونة الأخيرة، وخاصة منذ التعديل الحكومي الذي جعل الحكومة لأولى لا تشبه الثانية في أي شيء، لدرجة أعيدت أولوياتها من جديد، وها هي تعبر اليوم عن نفسها كمتمنيات وأحلام وسراب في اليوم الأول من شهر أبريل الشهير بكذبة أبريل.. الكثير من مجالس السياسيين عبرت في الآونة الأخيرة عن رغبتها في أن يحتفظ عبد الإله بنكيران بكرسي الأمانة العامة للحزب فقط، وهم السياسيون المعارضون الذين يتزعمهم حميد شباط، فيما العديد من زملاءه يتمنون أن يبتعد بنكيران عن كرسي الأمانة العامة للتفرغ لشؤون الحكومة فقط. أحلام تواترت بقوة في اليومين الأخيرين بمناسبة كذبة أبريل.. لكن بنكيران باق في رئاسة الحكومة وقيادة الحزب، والشهور القادمة لن تعرف "كذبات أبريل" بقدر ما قد تشهد احتداد صراع حقيقي في نفس الشهر الذي يفتتح فيه البرلمان دورته الجديدة.