نظمت المندوبية السامية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير اليوم الأربعاء بالسمارة مهرجانا خطابيا في اطار تخليد للذكرى 41 لجلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليم الجنوبية. وفي هذا الإطار، أبرز المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير، في كلمة تلاها نيابة عنه مدير الأنظمة والدراسات التاريخية ياسين حمزة، أن تخليد هذا الحدث التاريخي الكبير بكل إكبار وإجلال مناسبة لاستحضار بطولات وأمجاد قلعة السمارة العريقة. ياسين حمزة أكد أن هذه الذكرى تجسد إحدى المحطات العظيمة التي تنطق بعظمة الكفاح الوطني والتضحيات الجسيمة للعرش والشعب في سبيل استرداد الحق المغتصب مهما كانت الصعاب ومهما كثرت مناورات الخصوم ومؤامراتهم التي لن تنال من وحدة راسخة وصلبة ستبقى إلى الأبد عنوان عزة عرش وشعب في ملحمة من ملاحم المجد والسؤدد تفخر بها الأجيال على مر العصور. وأضاف ان المغرب ظل قويا بإرادته الوحدوية صامدا في الدفاع عن مقدساته بكل أشكال الكفاح السياسي والدبلوماسي والشعبي ، إذ واصل مسار استكمال الوحدة الترابية منذ فجر الاستقلال بقيادة العرش العلوي المنيف. وذكر أن أبناء هذه الرحاب الطاهرة خلدوا قمة الشهامة والبطولة، من خلال انطلاق أعمال وعمليات جيش التحرير بالجنوب المغربي، والموقف التاريخي لجلالة المغفور له محمد الخامس خلال زيارته التاريخية الوحدوية لمحاميد الغزلان في 25 فبراير 1958، عن حق المغرب في كل شبر من ترابه بحكم المشروعية والروابط التاريخية التي تجمع الملوك العلويين برعاياهم في الأقاليم الصحراوية. وأضاف ان أبناء إقليمالسمارة المجاهد، انخرطوا في مختلف المحطات النضالية التي شهدتها مختلف ربوع المملكة منذ بداية التدخل الأجنبي بالمغرب وواصلوا نضالهم الصامد خلال انطلاق عمليات جيش التحرير بالجنوب، فكانوا من السباقين للانضمام في صفوفه وشاركوا مشاركة فعالة إلى جانب إخوانهم المجاهدين من أبناء الأقاليم الصحراوية المسترجعة في مختلف المعارك البطولية التي خاضوها ضد الاحتلال الاسباني والتحالف الاسباني الفرنسي، والتي لقنوا من خلالها للمستعمر درسا كبيرا في الوطنية الخالصة وألحقوا بقواته خسائر فادحة، مسلحين بقوة إيمانهم وإرادتهم الصلبة، عاقدين العزم على مواصلة الكفاح إلى أن تتحرر بقية الأراضي المغتصبة وتحقيق الوحدة بين شمال المملكة وجنوبها. وسجل ان المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، تستحضر بكل إجلال دلالات وأبعاد هذه الذكرى الغالية المليئة بالدروس والعبر، مؤكدة حرصها على استقراء واستجلاء هذا الحدث الوطني البارز وأمثاله من المناسبات الوطنية للتعريف بأمجادنا التاريخية وإشاعة رسائلها وإشاراتها القوية في صفوف الناشئة والشباب لشحذ همهم وعزائمهم، وحثها على مواصلة مسيرة الآباء والأجداد بحزم ومسؤولية والانغمار بجد واجتهاد في الأوراش الكبرى التي تشهدها المملكة من أجل كسب رهانات التنمية الشاملة وإنجاح المشروع المجتمعي الحداثي الديموقراطي الذي يقوده ويرعاه جلالة الملك محمد السادس. وقد تم خلال هذا المهرجان الخطابي، الذي حضره الكاتب العام لعمالة اقليمالسمارة السيد محمد حميم وعدد من المنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية وفعاليات المجتمع المدني، تكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بهذه الربوع المجاهدة، برورا وعرفانا بما أسدوه للدين والعرش والوطن وما قدموه للقضية الوطنية من خدمات وأيادي بيضاء ووفاء لأرواح من استرخصوا دماءهم في سبيل عزة البلاد وكرامتها وعددهم 12 مقاوما، منهم ثمانية متوفون. كما خصصت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالمناسبة 52 إعانة مالية لعدد من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وأرامل المتوفين منهم ، بغلاف مالي إجمالي قدره 165 الف 907 درهم عرفانا وبرورا لما أسدوه خدمة للوطن، وتسليم شهادة التقدير والعرفان الممنوحة للمقاوم السيد مولاي سلمى الاسماعيلي من لدن الاتحاد العربي للمحاربين القدماء وضحايا الحرب بمناسبة التئام الدورة 26 لجمعيته العمومية بالمملكة الاردنية الهاشمية من 17الى 21 أبريل 2016. وعلى صعيد اخر، نظمت التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية بتعاون مع المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في الفترة المتراوحة ما بين 3 و15 فبراير 2017، برنامجا طبيا لفائدة 1570 شخصا من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وذوي حقوقهم، بمدن تزنيت وسيدي إفني وكلميم وطانطان وطرفاية وبوجدور والداخلة والسمارة وطاطا في اطار اتفاقية التعاون والشراكة التي تربط التعاضدية بالمندوبية السامية بالإضافة إلى الحملة الطبية التي نظمتها النيابة الجهوية للمندوبية السامية بالعيون والجمعية المغربية للتداوي والتوعية الصحية في تخصص الالتهاب الكبدي الفيروسي وأمراض الكلي.