زيارتان اثنتان أجلهما الملك محمد السادس هذا الشهر، فبعد تأجيله الزيارة التي كانت مرتقبة إلى غانا يوم الأربعاء الماضي، أرجأ اخرى كانت مبرمجة أول أمس الجمعة إلى جنوب السودان ضمن جولة إفريقية جديدة. عاصمة جنوب السودان، هذا التأجيل الأخير المفاجئ أعقبه قرار مهم، تمثل في إعطاء الملك تعليماته من أجل إقامة مستشفى ميداني متعدد التخصصات من المستوى الثاني، في جوبا، مما دفع المحلل الساسي تاج الدين الحسيني يهتدي إلى تفسير تجلى في تمثله القرار باعتباره خطوة تمهيدية قد تكون بمثابة تمهيد للزيارة. أستاذ العلاقات الدولية تاج الدين، استرسل محاولا فهم سبب التاجل رغم عدم وضوحه وطباع الكتمان الذي يلفه كما ذكر، فأورد: » قد تكون أسباب أمنية وراء التاجيل أيضا، لأن استتباب الأمن بشكل كلي شرط من شروط الزيارة الملكية لا بد منه » وبخصوص ثمار الزيارة المرتقبة، قال ذات المحلل إنها تأتي في إطار حشد الدعم واستكمال توسيع دائرة الموالين للمغرب،كما تندرج في سياق تمتين أواصر التعاون الإقتصادي والديني والأمني بين مختلف البلدان الإفريقية، معتبرا أن هذه العلاقة يراد لها أن تكون استراتيجية ممتدة وليس تكتيكا مرحليا عابرا » وكان بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، ذكر أمس السبت، أن الملك محمد السادس، أعطى تعليماته لإقامة مستشفى ميداني متعدد التخصصات من المستوى الثاني، في جوبا، في إطار بعثة إنسانية لفائدة ساكنة جمهورية جنوب السودان، وذلك ابتداء من يوم الاثنين 23 يناير 2017. وأورد البلاغ أنه في أفق الزيارة المرتقبة للملك حمد السادس، أجرى سفير المملكة لدى جمهورية جنوب السودان مباحثات بجوبا مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، دينغ ألور. وأضاف نفس المصدر البلاغ أنه خلال هذه المباحثات، أخبر السفير الوزير الجنوب السوداني بأن الملك محمد السادس، أعطى تعليماته السامية لإقامة هذا المستشفى الميداني متعدد التخصصات من المستوى الثاني. وأوضح البلاغ أن المستشفى المذكور متعدد التخصصات تبلغ طاقته 30 سريرا قابلا للتوسيع إلى 60 . ويضم 20 طبيبا متخصصا و18 ممرضا وسيقدم خدمات طبية في تخصصات مختلفة، من بينها طب الأطفال والطب الباطني والجراحة وطب القلب والعظام والمفاصل وطب الأسنان وطب العيون وطب الأنف والأذن والحنجرة. كما سيكون المستشفى مزودا بمختبر للتحليلات الطبية وبصيدلية تضم حزما من الأدوية المتنوعة. وتعكس إقامة هذا المستشفى الميداني العناية الملكية السامية تجاه سكان جنوب السودان من أجل تقديم المساعدة لهم وتمكينهم من العلاجات الضرورية.