ضعوا كل ما قرأتم عن قضية سعد لمجرد من بداية انفجارها إلى اليوم، وتعالوا إلى تحليل هادئ للقضية بعيدا عن الضجيج الذي رافق القضية منذ انفجارها. في أواخر شهر أكتوير الماضي، حل سعد لمجرد بفرنسا لإحياء حفل كبير في قصر المؤتمرات، إلا أن الحفل الذي كان مبرمجا في 29 أكتوبر لم يتم بعد أن اعتقل سعد وأحيل على السجن، فكيف تم ذلك؟ وماذا حدث بالضبط؟ قبل الحفل بومين فقط، شارك سعد المجرد بعض أصدقائه في سهرة بالملهى الليلي «ماتينيون»، من بينهم «لورا بريول» التي رافقته بعد نهاية الاحتفال إلى غرفته في فندق «ماريوت» يوم 26 أكتوبر، وإلى هنا ظلت الأمور عادية، لكن مع مطلع اليوم الموالي وفي الساعات الأولى منه ( يوم 27 أكتوبر) تفجرت القضية بعد أن هربت «لورا» من غرفة لمجرد مستنجدة بالحراس، فما الذي حدث بينهما؟ هذا السؤال لا يستطيع أي أحد أن يجيب عنه، باستثناء لمجرد و«لورا»، لكن من خلال المعطيات التي تسربت على هامش التحقيق، يتبين أن «لورا» ادعت أن لمجرد حاول اغتصابها، وأنه بسبب هذا الادعاء تدهورت حالتها النفسية، وأثبتت ذلك من خلال شهادة طبية. في مثل هذه القضايا التي تبقى أسرارها منحصرة بين طرفين لا غير، تظل كل الاحتمالات والسيناريوهات واردة، أي احتمال محاولة الاغتصاب، كما هو الأمر بالنسبة ليسناريو المؤامرة/ الفخ، لكن في جميع الأحوال لا اتهام بدون دليل أو بداية دليل. في الحالة الأولى، قالت «لورا» أن سعد لمجرد حاول اغتصابها، لكن هذا الاتهام يقف في وجهه كونها هي التي رافقته بمحض إرادته إلى غرفته بالفندق الشهير، وإذا كان هذا التحليل قد يكون رد عليه أناس من محيط «لورا» وقالوا إن مرافقتها للمجرد لا يعني بالضرورة ممارسة الجنس، أو على الأقل ممارسته بالقوة، أي بالاغتصاب، فإنه في نهاية المطاف سيظل على «لورا» عبء إثبات محاولة اغتصابها من قبل لمجرد في الغرفة، وحتى إذا ظهرت خدوش على جسم «لورا» وصدر لمجرد، فإنها الخدوش ليست هي الدليل القاطع والحاسم على محاولة الاغتصاب. الذي يزيد في ارتباك هاته الرواية، هو ما حيث بعد فرار «بريول» ووصول الشرطة إلى عين المكان، واعتقال سعد لمجرد، هو بالضبط توثيق الاعتقال بتلك الصورة المثيرة التي التقطت من داخل سيارة كانت على مقربة من الفندق،، فمن يكون الشخص الذي التقط الصورة؟ وكيف عرف هذا الأخير بما حدث في غرفة لمجرد؟ ومن قال له إن إدارة الفندق اتصلت بالشرطة وهي قادمة لاعتقال لمجرد؟ وكيف تمكن من الوقوف فعلى متن سيارته كل ذلك الوقت في شارع رئيسي بباريس يكون مكتظا دائما إلى حين وصول الشرطة؟! مثل هذه الأسئلة هي التي جعلت عشاق الفنان المغربي يتحدثون عن إمكامية وقوعه في فخ نصب بإحكام، لكن هذا الاحتمال بدوره يصطدم هو الآخر بسؤال كبير: ما الذي ستسفيد منه «لورا» من اتهامها لسعد زورا؟! المال؟! أليست مغامرة خطيرة من قبل «لورا» يمكن أن يكشف عنها القضاء عبر التحريات القانونية والأمنية؟!