بعدما وجه الأمين العام لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي تهم التحرك المشبوه بمنطقة الصحراء المغربية للمغرب، بادرت الأممالمتحدة وكذبت التهم التي وجهتها جبهة البوليساريو للدولة المغربية من قبيل ما أسمته التحرك العسكري المشبوه، ونفت ما وصفته الجبهة بخرق الإتفاقية العسكرية رقم 1 من اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين طرفي النزاع ، جبهة البوليساريو والمغرب في 06 سبتمبر 1991. وفي هذا الإطار أجرى فبراير كوم حوارا مفصلا مع المحلل والأكاديمي ميلود بلقاضي، كشف فيه مجموعة من المعطيات المتعلقة بالموضوع. العلاقات المغربية الموريتانية تتجه نحو التوتر قال د.ميلود بلقاضي، أنه يوجد أكثر من مؤشر على أن العلاقات المغربية الموريتانية تتجه نحو مزيد من التصدع، إذا لم تكن هناك إرادة فعلية من المغرب للخروج من هذا المأزق، خصوصا أننا نعرف أن هذا التوتر جزء من أجندة إقليمية رسمتها الجزائر لمحاصرة المغرب، خاصة مع دولة صديقة مثل موريتانيا، يضيف المتحدث. وأكد بلقاضي في حوار أجراه معه موقع « فبراير.كوم »، أن الاتهامات التي قامت الجبهة بإعلانها ضد المغرب، هي اتهامات واهية، صيغت بلكنة جزائرية، لكن الناطق بها كان موريتانيا. وزاد المتحدث « الإدعاءات نشم فيها الأسلوب العدائي، المجاني، وكأن من كتبها هي الجزائر، لذلك على المغرب أن يكون ذكيا، ومرنا، في تدبير هذه الأزمة التي لن تخدم إلا الجزائر ». على المغرب أن يوقف الحرب الإعلامية والسياسية على موريتانيا في نفس السياق، أكد ميلود بلقاضي سعي الجزائر لخلق أزمة حقيقية بين المغرب وموريتانيا، كما فعلت مع تونس أثناء التصويت على عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، حيث قد امتنعت هذه الأخيرة عن التصويت بضغوط جزائرية واضحة جدا يضيف الأكاديمي، مشيرا إلى أن الجزائر تتجه نحو خلق أزمة بين المغرب وموريتانيا، وهذا لن يخدم المغرب خصوصا أن وزير الخارجية الجزائري سيترشح لرئاسة الإتحاد الإفريقي. كما أبرز المتحدث نفسه أن المغرب عليه أن يستعد لمواجهات قاسية جدا، إذا ما تولت الجزائر رئاسة الإتحاد، ولهذا فهذه الأزمة يجب يكون فيها المغرب حكيما ولا يتسرع وأن يوقف الحرب الإعلامية والسياسية مع موريتانيا. واسترسل في حديثه « إننا بحاجة إلى الدعم الموريتاني، خاصة وأننا قمنا بإعادة الصحراء بتنسيق مع موريتانيا، لهذا أعتقد أن المزيد من توتر العلاقات ليس في صالح المغرب، وعلى وزارة الخارجية والنظام الملكي أن يتحركا لاحتواء هذه الأزمة، لأننا الآن لا يجب أن نضيف أعداء آخرين، تجنبا لإضعاف موقف المغرب ». بيان الأممالمتحدة جاء لوضع حد لافتراءات الجزائر ولم يستغرب ميلود بلقاضي صدور بيان تكذيبي عن الأممالمتحدة، قائلا »رد الأممالمتحدة كان عاديا ومشروعا »، مؤكدا على أن التحريات التي أجرتها الأخيرة، برا وبحرا وجوا، أثبتت أن ما يجري في الحدود الجنوبية هي تحركات عادية جدا، ليست لها أي علاقة بما روجته الجزائروموريتانيا. واعتبر بلقاضي أن البيان جاء ليؤكد من جديد أن البوليساريو، والجزائر بعد شعورهما بخيبة الأمل، أصبحا يقومان بأي شيء لإثارة الانتباه، ولذلك جاء البيان الأممي لوضع حد للكذب، والدعاية الجزائرية. « إبراهيم غالي » ماركة جزائرية مئة بالمائة وردا على سؤال « فبراير.كوم » حول التحركات الأخيرة للأمين العام لجبهة البوليساريو « ابراهيم غالي » قال بلقاضي إن هذه الشخصية مجرد ماركة جزائرية، عقلا وخطابا وسلوكا، ومنتوج جزائري محض، فطبيعي بعد أن بدأ المغرب يطالب بعودته إلى الاتحاد الإفريقي، أن تضع الجزائر، أجندة معينة لمحاصرة التحركات المغربية، وأضاف مستدركا « إن من يقوم بهذا الدور (دور الأرنب) هو الأمين العام للجبهة. المغرب بحاجة لدبلوماسية ناضجة ودعا ميلود بلقاضي الدولة المغربية للتعامل مع المستجدات الأخيرة بمنطقة الصحراء بواقعية، معللا ذلك بكون عودة المغرب للاتحاد الإفريقي لن يكون بدون ثمن، وبالتالي عليه أن يتريث ويكون حكيما وألا تكون ردود فعله انفعالية. وشدد الأكاديمي على حاجة المغرب إلى دبلوماسية ناضجة ولها بعد نظر مادام أن لها شرعية، لأن البوليساريو والجزائر سيستعملان كل الوسائل المادية واللوجيستيكية والإعلامية لمحاصرة المغرب. وأضاف بلقاضي على المغرب أن ينتبه لعلاقاته مع موريتانيا ويعيد النظر في علاقته مع نيجيريا وجنوب إفريقيا لأن الجزائر الآن تتجه نحو الدولة الفاشلة، وتريد أن تجر المنطقة إلى منطقة أزمة ومنطقة حروب، وهذا ليس في صالح أي دولة خصوصا أن المغرب الآن له امتياز كبير، في إشارة منه إلى الامن والاستقرار الذي تفتقده الدول المحيطة بالمغرب والتي تتجه نحو الفشل.