في جو مهيب، ودع العشرات من أقارب وأصدقاء وجيران الشابة حنان، التي قضت، صباح اليوم، بعد أن فتك مرض السرطان الخبيث بها، حيث لم تسعفها كل التدخلات الطبية « المتأخرة » في علاجها وإنقاد حياتها. وتقاطر المتعاطفون والمتضامنون مع حالة حنان، التي لقيت تعاطفا كبير، خصوصا بعد أن تدوولت قضيتها على نطاق واسع، أمام المصحة الخاصة، حيث رافقوا جثمانها، إنطلاقا من المصحة، مرورا بحيها، حيث استقبلها جيرانها ومعارفها، قبل توديعها إلى مثواها الأخير بمقبرة الرحمة. ولم يمهل القاتل الصامت، مرض السرطان، الشابة حنان، الكثير من الوقت لتحقيق ما تحلم به أي شابة في مثل سنها، زوج وأطفال، أو ربما مسار مهني متألق، حيث قضت نحبها قبل ذلك، حيث لم يستطع جسدها العليل تحمل حصص العلاج الكيماوي الذي أوصى به الطبيب المعالج، كآخر مراحل العلاج، خصوصا أن حالتها اكتشفت بشكل متأخر. حنان، أمضت ليلتها الأخيرة، بإحدى المصحات الخاصة بمدينة الدارالبيضاء، حيث أكد أحد مرافقيها، أنها طلبت مغادرة المصحة للقاء إخوتها وأقاربها، خصوصا بعد أن زاد تأثير « الحريق » الناتج عن حصص العلاج بالكيماوي، في اليومين الأخيرين، وكأنها تعلن شخصيا عن قرب انتهاء مقامها على سطح هذه الأرض. وأكد مرافقها سمير، وهو أحد أعز جيرانها، كما أكدتن قيد حياتها، في إحدى زيارات « فبراير » لها بالمصحة، حيث كانت ترقد، أنها لم تتوقف طيلة ليلة أمس عن تلاوة القرآن والإستغفار وطلب رؤية إخوتها، خاصة أختها الحاملة لإعاقة. وتابع سمير، أن حنان لم تتوقف عن الدعاء والتشهد والاستغفار، وكان آخر ما فعلته حنان، دقيقة قبل دخولها في غيبوبة، ما قبل الموت، هو أنها ضحكت ورفعت إشهادها وأسلمت الروح إلى مثواها الأخير.