كشف عزيز بنحدوش صاحب رواية « جزيرة الذكور » في تصريحه ل « فبراير.كوم »، أن الرواية في الأصل جاءت لرد الاعتبار للمرأة في ظل مجتمع ذكوري لا يعطي الحق للمرأة ولا يعترف بها. وتعالج الرواية قضية أساسية تتعلق بالأطفال الأشباح، التي كانت منتشرة بمدينة ورزازات والنواحي، حيث كان بعض المهاجرين المغاربة في فرنسا يلجؤون إلى التحايل والتزوير للحصول على التعويضات العائلية من بلد الإقامة، وذلك من خلال تسجيل أطفال ليسوا من صلبهم، بتواطؤ مع المقدم والشيخ، في دفتر الحالية المدنية الخاص بهم و الحصول على شهادة الحياة. وأضاف، » باعتباري، أستاذا للفلسفة و متخصصا في السيوسيولوجيا، كنت أسمع عن هذا الأمر في منطقة تازناخت، جائني الأمر غريبا حيث أسمع عن الموظفين الأشباح و الأشباح و لم اسمع يوما عن الأطفال الأشباح « . هكذا، انطقلت الراوية من سؤال من سقراط : » هل من الممكن أن يخرج رجل تعليم من القسم ويعلم الناس قيم المواطنة والتسامح وما هي الدوات الديداكتيكية التي يمكن أن يستعملها مع رجل يتجاوز 70 سنة و مع امراة تبلغ 60 سنة؟ يضيف بنحدوش، كما آثارت قضايا الدين، الجنس والوطن. الرواية التي كتبها بنحدوش سنة 2004، خرجت إلى حيز الوجود 2014 بعدما توفرت له الامكانيات المالية من أجل طبع الرواية على نفقته الخاصة. بعد ثلاثة أشهر من صدور الرواية، أحدثت رجة وسط ساكنة تازناخت حيث بدأت الألسن تتناقل ظاهرة الأطفال الأشباح وتشير بالأصبع إلى عدد من العائلات. و تم فتح تحقيق قضائي في الموضوع مع إحدها. وأشار إلى أنه، » في الوقت الذي أحست فيه إحدى العائلات بأن الأمر يعنيها، انطلق مسلسل التضييق والانتقام عبر تهديدي ومحاولة قتلي وقدموا شكاية مباشرة على أساس أن مضمون الراوية يمسهم . وتم الحكم على الراوية بتهمة السب و الشتم في قانون الصحافة » . لا يوجد في الرواية ما يشير إلى المشتكين، يقول صاحب رواية « جزيرة الذكور »، فعلى سبيل المثال، فقد قمت بتوظيف شخصية ادريس، نفس الأمر عندي عبدالله العروي في رواية أوراق و شخصية موحا توجد أيضا في رواية الطاهر بنجلون، شخصية علي موجودة في رواية عبدالكريم غلاب. وأضاف، » ربما أعتقد أن ما أزعجهم هو محاولة رجل التعليم التطاول على الأسياد و التجرؤ على كتابات من هذا القبيل ». الغريب في الأمر، حسب بنحدوش، أن المشتكين لم يحضروا ولومرة إلى المحكمة، وأن المتابعة تمت وفق قانون الصحافة علما أن الرواية تدخل في نطاق الأدب، فالأدب يحاكمه النقاد و ليس القضاة.