بعد خمس سنوات من دسترتها، اجتمعت مجموعة من الفعاليات السياسية والأكاديمية مساء اليوم بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، لتقييم حصيلة ما حققه ملف الأمازيغية بعد خمس سنوات من الدسترة سنة 2011. وقال أحمد بوكوس عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، إن الحديث اليوم عن ماذا تحقق في ورش الأمازيغية، هو حديث عن حصيلة « هزيلة » لا ترقى إلى مستوى الآفاق التي كان المعهد يمني النفس بها، حيث أن الأرقام تؤكد ضعف الإنتاج الحكومي في هذا الملف. وحسب الأرقام التي قدمها بوكوس، فإن 17 في المائة فقط من المدارس المغربية هي التي تدرس الأمازيغية، وأن 11 بالمائة من التلاميذ هم من يستفدون من دروس تعلم الأمازيغية، مضيفا أن 2,6 من الأساتذة فقط يستطيعون تدريس هذه اللغة. وأبرز بكوس أن وزارة التعليم فشلت في توفير العدد الكافي من المدرسين، أما على مستوى التعليم العالي فجامعة واحدة فقط توفر شعبة للدراسات الأمازيغية. وأعزى بوكوس الوضع الذي آلت إليه الأمازيغية، إلى ما وصفه بتجميد القانون التنظيمي للأمازيغية الذي يحدد كيفية إدراج الأمازيغية بشكل فعال في التعليم والإعلام. وتابع ذات المتحدث أن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ساهم في تكوين عدد من الأساتذة والمفتشين، وأصدر عددا من الكتب المدرسية منذ إحداثه في بداية هذه الألفية، أجرأة لما جاء في خطاب أجدير الملكي سنة 2001، مشددا أن هذا وحده غير كاف. وعن الأمازيغية في الإعلام، قال مصطفى الخلفي وزير الاتصال، إن قطاع الإعلام كان من أهم القطاعات نشاطا في النهوض بالأمازيغية، حيث عملت الوزارة على تنزيل ما جاء به الدستور في فصله الخامس بخصوص الأمازيغية. وفي سياق تقديمه لحصيلة ما تحقق في مجال الإعلام، قال الناطق الرسمي للحكومة، إن قنوات القطب العمومي عملت على دعم الإنتاج الأمازيغي، كما تم إحداث جائزة خاصة للإنتاج الأمازيغي في الجائزة الوطنية للصحافة، بالإضافة إلى دعم الأعمال السينمائية الأمازيغية، والعمل على إحداث نوع من التوازن بين الروافد الأمازيغية الثلاثة بعدما كان رافد واحد طاغ في البرامج الإعلامية. واستطرد أن « اليوم وصلنا في قناة (تمازيغت) التلفزيونية إلى 16 ساعة من البث في رمضان الماضي. وأن عدد المواقع الالكترونية المهتمة بالأمازيغية يصل إلى 30 موقعا مهيكلا، وأنه في منطقة سوس فقط يفوق العدد 120 موقعا. ومن جهته قال لطفي لمريني الكاتب العام لوزارة الثقافة، إن الوزارة تعتبر الأمازيغية مكون من المكونات الأساسية للثقافة الوطنية المغربية، وأنها تعمل على صيانة هذا الموروث الثقافي من التلف والضياع، وذلك بتنظيمها لعدد من المهرجانات بميزانيات مهمة. وأكد أنه بفضل دعم الوزارة للفرق الفولكلورية الأمازيغية، أصبحنا اليوم أمام أكثر من 150 فرقة لفن أحيدوس، ويصعب عليها الانتقاء في المهرجانات التي تنظمها.