بعد أن كشف الملك محمد السادس في خطابه بالقمة الخليجية مشاركة ولي عهد أبو ظبي في المسيرة الخضراء، حيث كان عمره 14 سنة، توالت الروايات لتشير إلى أن مشاركة محمد بن زايد آل نهيان في ذات الحدث المغربي الكبير، كان قد جاء بعد تواجد الأمير زايد في المغرب بقرار من والده زايد بن سلطات آل نهيان، وذلك لاستكمال الدراسة في المدرسة المولوية، منذ بداية السبعينيات. وجاء قرار والده باستكمال محمد بن زايد دراسته في المغرب بعد إعجابه بنظام الدراسة بالمدرسة المولوية. وقد صادف تواجده في المغرب في ذلك الوقت، مع استعداد الملك الراحل الحسن الثاني لإعطاء الانطلاقة لمسيرة الخضراء، حيث شارك فيها محمد بن زايد. وفي الوقت الذي شارك محمد بن زايد في المسيرة الخضراء، رفض الملك الراحل مشاركة الزعيم الليبي معمر القذافي في نفس الحدث، كما أكد ذلك في مذكراته « ذاكرة ملك »، وهو القرار الذي رتب عنه العقيد ردود فعل قوية أولها دعمه للبوليساريو بالمال والسلاح: – من لعب الدور الأساسي في ميلاد وظهور جبهة البوليساريو، هل هو بومدين أن القذافي؟ فيما يخص ميلاد البوليساريو، فلا شك أن القذافي كان وراءه، وكانت هناك مراسلات فيما بيننا كان يردد فيها باستمرار : « يجب إلقاء المحتل خارج حدود المغرب، ينبغي خوض حرب ضد الإسبان ». فقد كان غالبا ما يوجه إلي رسائل من هذا القبيل، كان أحد مؤسسي البوليساريو يدعى الولي، وكان يتابع دراسته بكلية الحقوق بالرباط وينتمي إلى حزب « التقدم والاشتراكية » وهو الحزب الشيوعي المغربي السابق. وقد تم طرده من هذا الحزب، لميولاته « التروتسكوية »، من طرف علي يعتة رئيس الحزب. الذي يمكنكم أن تسألوه عن هذا الشأن. وتوجه الولي بعد ذلك إلى طرابلس، حيث التقى القذافي الذي قال له : « إني على استعداد لمساعدتك، لكن ينبغي أن يسمح الجزائريون بمرور الأسلحة التي سأبعثها إليك ». وهكذا كان الرئيس الليبي هو أول من أمد البوليساريو بالأسلحة. – كيف تم التعاون بين بومدين والقذافي بخصوص دعم البوليساريو ؟ لا يمكن الحديث هنا عن تعاون، لأن الأمر كان يتعلق باتفاق صريح. لقد كان بومدين يقول « أنا على استعداد لمساعدة البوليساريو شريطة أن تصلني الأسلحة الموجهة إليه وأقوم أنا بعد ذلك بتسليمها له »، وكان على حق لأنه كان مستحيلا، كما كان من الخطر نقل تلك الأسلحة بحرية. – هل حاولتم خلال تلك السنوات من التوتر الحفاظ على العلاقات مع القذافي ؟ كان كل منا يتجاهل الآخر، ونفس الشيء كان مع بومدين، وأعتقد أنني لم أكن وراء القطيعة أو سببا فيها. – ولكن ما الذي جعل القذافي يحقد عليكم بهذا الشكل ؟ إذ ذلك يعود أساسا إلى كونه لم يغفر لي عدم السماح له بالمشاركة في المسيرة الخضراء التي نظمتها سنة 1975.