توفي اليوم السبت رئيس حزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض حسن الترابي، بحسب ما نقلته مصادر متطابقة. وقال الناطق باسم مكتب الترابي في تصريح صحفي، أنه كان يقوم بأعمال روتينية بالمكتب قبل أن يسقط ويدخل في غيبوبة لينقل إلى مستشفى رويال كير وسط الخرطوم حيث يعمل الأطباء على إسعافه. ويعد الدكتور حسن الترابي (84 عاما) من أبرز وجوه السياسة والفكر في السودان والعالم الإسلامي، درس الحقوق في جامعة الخرطوم، ثم حصل على الإجازة في جامعة أكسفورد البريطانية عام 1957، وعلى دكتوراه الدولة بجامعة السوربون بباريس عام 1964. انضم الترابي إلى جماعة الإخوان المسلمين وأصبح من زعمائها في السودان سنة 1969، لكنه انفصل عنها فيما بعد واتخذ سبيله مستقلا. انتخب 1996 رئيسا للبرلمان السوداني في عهد « ثورة الإنقاذ »، كما اختير أمينا عاما للمؤتمر الوطني الحاكم 1998. نشب خلاف بينه وبين الرئيس البشير تطور حتى وقع انشقاق في كيان النظام 1999، فخلع الترابي من مناصبه الرسمية والحزبية، وأسس عام 2001 « المؤتمر الشعبي »، كما سجن مرات في عهد جعفر النميري. تثار أقوال مختلفة حول الترابي، فيرى فيه أنصاره سياسيا محنكا بارعا في تحريك الإعلام وخطيبا مؤثرا وداعية ومفكرا. في حين يراه خصومه شخصا له طموح لا يحد وخبرة في « الدسائس والمؤامرات » وتعلق بالسلطة. كما يتهم الترابي بإصدار فتاوى تخرج عن السياق العام للفتاوى الإسلامية، وتتعلق بمسائل في أبواب العقيدة، واستثمار نظرية المصلحة، واستخدام مصطلح القياس الواسع، والقول بشعبية الاجتهاد.