عبر عضو المجلس الأعلى للتعليم والناشط الجمعوي نور الدين عيوش، عن استغرابه من تحفظ بعض الأطراف عن المذكرة التي أصدرتها وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني لتدريس المواد العلمية باللغة الفرنسية، باعتبارها مناقضة لتوصيات الرؤية الإستراتيجية للمجلس الأعلى للتعليم ، ونعتها بالمذكرة « الانقلابية » التي تسعى إلى استبعاد اللغة العربية وتهميشها مقابل توسيع مجال استعمال اللغة الفرنسية. وقال نور الدين عيوش في تصريح ل « فبراير.كوم »: « هذا كلام فارغ، لا يخدم مستقبل أبنائنا ولا التعليم في بلادنا، عن أي انقلاب وتهميش يتحدثون، هل يدركون أن التلميذ حينما يتلقى هذه المواد العلمية في التعليم الأساسي باللغة العربية، يجد صعوبة كبيرة في مواكبة تعليمه الجامعي حينما يصدم بهذه المواد باللغة الفرنسية، وبالتالي يتعثر دراسيا ولا يتقن المواد العلمية و »هذا حرام ». وأضاف عيوش « لا أجد مسوغا للقلق من هذه المذكرة، بل أتفق مع وزير التعليم، وهذه المطالب قلناها ودافعنا عنها منذ زمن، لأن المقياس الأساسي لنجاح أجيال المستقبل، وضمان إدماجهم في سوق الشغل، هو ضمان تعلمهم المواد العلمية باللغة الفرنسية على المدى القريب والإنجليزية على المدى المتوسط ». مبينا أن » المشكل الكبير في المغرب هو الافتقار إلى الكتب والمقررات الدراسية العلمية باللغة العربية. وفي ذات السياق، نفى عيوش أن تكون مضامين هذه المذكرة متعارضة مع توصيات الرؤية الإستراتيجية للمجلس العلمي الأعلى للتربية والتكوين » المذكرة التي أنجزناها في المجلس الأعلى يكتنفها بعض الغموض، وهو الأمر الذي فتح باب النقاش باعتبار أن مذكرة المجلس أكدت أن اللغة العربية لغة التدريس الأساس، مع إمكانية استعمال الفرنسية والانجليزية ، ومادام الباب مفتوحا، فالوزير يملك كل الحق في تطبيق ما يراه مناسبا وفق الإمكانيات المتاحة وما تقتضيه المصلحة العامة. ودعا المتحدث إلى إجراء استطلاع للرأي في القرى والمدن والأحياء الشعبية للوقوف على حقيقة أن « الشعب » يفضل أن يدرس أبناؤه باللغة الفرنسية ضمانا لسوق الشغل الوطنية والدولية، ولعل هذا ما يفسر –حسبه- توجه العديد من الأسر الفقيرة والمتوسطة الدخل إلى تسجيل أبنائها في المدارس الخصوصية. ولم يخف عيوش استغرابه من بعض الأصوات التي تعالت واصفة هذه المذكرة ب « الانقلابية » والتي تسعى إلى استبعاد اللغة العربية وتهميشها مقابل توسيع مجال استعمال اللغة الفرنسية قائلا: « هذا كلام فارغ، و مصيبة كبرى، فاللغة العربية هي لغة القرآن، لكن الكثير من المسلمين لا يتحدثون بها وحتى الأساتذة لا يتقنوننها جيدا ، لكن الذي يجب أن تستوعبه هذه الأطراف أن هذه المذكرة ليست ضد اللغة العربية، بل هي بالأساس تقويها وتقوي معها مستوى تعليم أبنائنا ويكفي أن نطرح على أنفسنا سؤال أي مستقبل نريده لأطفالنا؟. وأشار عيوش إلى أن « ما يهمني هو تحقيق مصلحة التلميذ، بعيدا عن تسييس هذه القضية أو حسابات ضيقة يدفع ثمنها أجيال المستقبل ».