ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" الصادرة في لندن٬ اليوم السبت٬ أن المكالمة الهاتفية للرئيس الأمريكي باراك أوباما معالملك محمد السادس "طوت صفحة سحابة الصيف التي عرفتها مؤخرا العلاقات المغربية الأميركية". وأضافت الصحيفة أن المكالمة الهاتفية ليوم الخميس طوت "صفحة سوء الفهم والخلاف٬ الذي أثاره مشروع مقترح أميركي قدم لمجلس الأمن يقضي بتوسيع مهام بعثة المينورسو في الصحراء لتشمل حقوق الإنسان".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول مغربي رفيع المستوى قوله إن الاتصال الهاتفي للرئيس أوباما مع الملك محمد السادس "ليس اتصالا بروتوكوليا٬ وإنما اتصال يجسد عمق العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين٬ ويهدف إلى الحفاظ على مستوى العلاقات المغربية - الأميركية٬ ويأخذ بعين الاعتبار وجهة النظر المغربية في بلورة القرار الأممي الأخير بشأن الصحراء".
وأوضحت الصحيفة أن "مسودة القرار الأميركي كانت خطوة منعزلة للسفيرة سوزان رايس٬ المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأممالمتحدة"٬ مشيرة الى أن المراقبين رأوا أن المكالمة الهاتفية للرئيس أوباما مع الملك محمد السادس "تحمل في طياتها أكثر من معنى٬ ضمنها تأكيد عمق الشراكة الاستراتيجية بين الرباط وواشنطن٬ وتوضيح معالم التوجه الأميركي في منطقة شمال أفريقيا٬ واعتبار المغرب حليفا وشريكا استراتيجيا من الدرجة الأولى".
وأبرزت الصحيفة أن مكالمة الرئيس أوباما "ستكون لها انعكاسات إيجابية على قضية الصحراء لجهة تأكيد ثبوت الموقف الأميركي من نجاعة المبادرة المغربية الهادفة إلى منح الصحراء حكما ذاتيا موسعا"٬ مشيرة الى أن "المراقبين توقفوا كثيرا عند هذه النقطة خاصة أن المغرب لعب دورا تاريخيا في عملية السلام في الشرق الأوسط٬ إلى جانب خبرته في المنطقة (مالي والساحل) وحنكة الجيش المغربي الذي ربح حربا ضروسا في الصحراء مع جبهة البوليساريو الانفصالية المدعومة من الجزائر٬ من دون نسيان الموقف المغربي الثابت إزاء الأزمة السورية".
وأضافت "الشرق الأوسط" أن هذه المكالمة التي لم تخل من رمزية سياسية٬ طرحت "عدة أسئلة بشأن موقف جبهة البوليساريو وعرابتها الجزائر من عودة العلاقات الأميركية - المغربية إلى سكتها الطبيعية٬ والدفء الذي ميزها خلال العقود الماضية٬ بعدما راهنتا على إحداث شرخ في العلاقات بين الرباط وواشنطن٬ وهو ما لم يتحقق بعدما سحبت الإدارة الأميركية مشروع مقترحها القاضي بتغيير طبيعة مهمة المينورسو٬ وهو المشروع الذي رسمت له جبهة البوليساريو والجزائر سيناريوهات متعددة".