خرج آلاف المواطنين للمشاركة في المسيرة التي دعا إليها مجموعة من الفنانين للتنديد بظاهرة اغتصاب القاصرات في المجتمع المغربي، والتي كان آخر فصولها عملية الاغتصاب البشعة التي تعرضت لها الطفلة وئام التي لم يكتف مغتصبها بهتك عرضها، بل قام بتشويه وجهها كذلك. «بعدو من ولادنا ما تقيسوش ولادنا»، واحد من بين الشعارات التي رفعها المشاركون في المسيرة، والذين بلغ عددهم حوالي 6 آلاف مشارك، والتي عرفت حضور عدد من عائلات الأطفال ضحايا الاغتصاب الذي وجدوا في هذه المسيرة متنفسا للحديث عن معاناتهم والمأساة التي أصابت أطفالهم . المسيرة التي عرفت مشاركة العديد من الوجوه البارزة في مجال الفن والسياسة، وهيئات المجتمع المدني، رفعت عدة شعارات تطالب ب»عقوبات قاسية» في حق المغتصبين كما شدد المشاركون على ضرورة الإقلاع عن اعتبار اغتصاب الأطفال «طابوها»، وطالبوا بكسر جدار الصمت الذي يحيط بالضحايا. وتم خلال هذه المسيرة الإعلان عن عزم المشاركين تأسيس ائتلاف تحت اسم «فيقو» لمناهضة العنف بكل أشكاله، وذلك خلال الأسبوع القادم. وتتكون الهيئة الجديدة أساسا من فنانين وإعلاميين، وسيكون مجالا لمتابعة جميع قضايا العنف وتقديم المساعدة للضحايا. ويعتزم الائتلاف، حسب مؤسسيه، تقديم مشروع قانون ينص على عقوبات رادعة في حق المغتصبين، لأن القانون الحالي لا ينص صراحة على جريمة اغتصاب الأطفال، في إشارة إلى أن الأحكام القضائية غالبا ما تكون مخففة في حق المجرمين. من جهتها، دعت الفنانة أمل صقر، التي كانت من بين منظمي هذه المسيرة، المجتمع إلى فتح نقاش واسع للحديث عن هذا المشكل «وألا نغمض أعيننا أمام مشكل بات يهدد أطفال جميع المغاربة.. الأطفال ليس لهم ذنب، ومشكل الاغتصاب لم يعد طابو». أمل صقر تحدثت عن ضرورة التوعية والتحسيس لأن المشكل هو أن بعض العائلات ترفض الحديث عن اغتصاب أطفالها بداعي «الحشومة».. وقالت إنه يجب معاقبة الجناة حتى يكونوا عبرة للآخرين. صقر التي كانت تتابع حالة الطفلة وئام، قالت بأن حالة الطفلة في تحسن. كما أنها استقرت نفسيا والأطباء مازالوا يتابعون حالتها «لكن مع الأسف هناك مئات وئام، ولا أحد يتحدث عنهن». المشاركون في المسيرة أجمعوا على أن الأخبار المتتالية حول اغتصاب القاصرات هي بمثابة ناقوس خطر ينذر بأن أبناء المغاربة في خطر، لهذا ترى الفنانة أمل الخمار، عضو جمعية «ماتقيش ولدي»، أن هذه المسيرة يجب أن «تكون يومية».