تعود ظاهرة الغش في امتحانات الباكلوريا خلال هذه السنة، بالرغم من إعلان وزارة التربية الوطنية، عن عزمها اتخاذ عدد من الإجراءات من أجل الحد منها، إذ بمجرد بداية الامتحانات، تظهر مجموعة من الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي « فايسبوك »، والتي نشرت الأسئلة مصحوبة بالاجوبة المقترحة. هذه التسريبات التي عرفها اليوم الأول من الامتحانات وتمت ب بعد دقائق من دخول التلاميذ إلى الأقسام، تطورت اليوم لحد نشر بعض الصفحات لامتحان مادة الرياضيات في شعبة علوم الحياة والأرض ساعات قبل انطلاق موعد الإمتحان، وهذا ما دفع تلاميذ إحدى الثانويات بالدار البيضاء إلى الانسحاب من القاعات، في خطوة احتجاجية على ما اعتبروه مطابقة أسئلة امتحان الرياضيات مع أسئلة النسخة من نفس المادة التي ظهرت على « فيسبوك » منذ الساعات الأولى من صباح اليوم. تطورات تفاعلت معها الوزارة الوصية، بفتح تحقيق في هذه الواقعة، التي من شأنها ان تجبر التلاميذ على إعادة الامتحان. وفي تعليقها على هذا الموضوع، أكدت فاطنة أفيد، الكاتبة الوطنية للمنظمة الديمقراطية للتعليم في تصريح ل »فبراير.كوم »، أن إشكالية الغش في الامتحانات، ترتبط بعقلية المغاربة، إذ أن هذه القضية تحتاج إلى إعادة النظر في البنية الاجتماعية والسياسية والقيمية من أجل إعادة الاعتبار للعمل والاجتهاد. مشكل بنيوي.. وجوابا على سؤال من يتحمل مسؤولية التسريبات، التي تعرفها امتحانات الباكلوريا خلال السنوات الأخيرة، خاصة مع التطور التكنولوجي ومواقع التواصل الاجتماعي، أوضحت أفيد أن « المشكل بنيوي »، لا يرتبط فقط بالامتحانات، بل له علاقة بالاختلالات التي يعرفها قطاع التعليم. ومن ابرز هذه الاختلالات، تؤكد الكاتبة الوطنية للمنظمة الديمقراطية للتعليم، عدم تكافئ الفرص بين تلاميذ القطاع العام والخاص، إذ ان تلاميذ المؤسسات الخاص يستفيدون من نقط عالية، وبشكل غير متساو مع نظرائهم في المدرسة العمومية التي « تم تدميرها »، وذلك بشهادة التقارير الدولية والوطنية، تضيف افيد. ودعت المتحدثة ذاتها، إلى كسب الرهان الحقيقي، الذي يواجه قطاع التعليم في المغرب، وهو إصلاح المنظومة التعليمية، لان « مظاهر الغش التي نعيشها حاليا طبيعية ».