خلق المخرج السينمائي نبيل عيوش، عبر فيلمه « الزين لي فيك » أزمة داخل المعارضة البرلمانية، إذ في الوقت الذي نظمت فيه الشبيبة الاستقلالية وقفة احتجاجية أمام البرلمان، مساء أمس الاثنين 25 ماي 2015، ضد الفيلم، أدانت الشبيبة الاتحادية، شبيبة الاتحاد الاشتراكي، إدانة شديدة « الاستغلال السياسوي المقيت، لبعض الأطراف السياسية، ضد الفيلم الأخير للمخرج نبيل عيوش »، وعبرت عن « استياءها من الطريقة المتطرفة في التعاطي مع الفيلم، من أجل تمرير أطروحات محافظة، ورجعية، تضرب في العمق حرية الإبداع والفن في المغرب. وكانت الشبيبة الاستقلالية، شبيبة حزب الاستقلال، استنكرت بشدة « استغلال البعض للفن، لتدمير الهوية الوطنية، والنيل من القيم الإسلامية والأخلاقية للمجتمع المغربي »، وأعلنت عن تنظيم وقف احتجاجا على الفيلم السينمائي « الزين لي فيك »، بل وطالبت ب »منع عرضه في القاعات السينمائية ». لكن في المقابل أكدت الشبيبة الاتحادية باعتبارها « منظمة شبابية تقدمية حداثية » أن « ليس من حق أي شخص أو مؤسسة ممارسة الرقابة على الإبداع لأنه أداة لمعالجة كل الإشكاليات التي يعيشها مجتمعنا المغربي ». وإذا كان فيلم « الزين لي فيك » خلق تصدعا داخل المعارضة البرلمانية، خاصة بين الاتحاد الاشتراكي والاستقلال، فالاتحاد الدستوري، الحزب الذي يمثل التوج « الليبيرالي »، وأيضا حزب الأصالة والمعاصرة، الذي يمثل التوجه « الحداثي »، التزما الصمت، ولم يصدر عنهما أي موقف. وفي الآن نفسه لم يصدر عن الأحزاب اليسارية الراديكالية، خاصة الاشتراكي الموحد، وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، والنهج الديمقراطي أي موقف بعد. يذكر أن وزارة الاتصال عممت بلاغا قالت فيه إن السلطات المغربية المختصة قررت عدم السماح بالترخيص بعرض فيلم « الزين لي فيك » بالمغرب « نظرا لما تضمنه من إساءة أخلاقية جسيمة للقيم و للمرأة المغربية ومس صريح بصورة المغرب ». وأوضحت الوزارة أنه « بعد مشاهدة فريق من المركز السينمائي المغربي لعرض فيلم تحت عنوان (الزين لي فيك) في أحد المهرجانات الدولية، فإن السلطات المغربية المختصة قررت عدم السماح بالترخيص بعرض هذا الفيلم بالمغرب، نظرا لما تضمنه من إساءة أخلاقية جسيمة للقيم وللمرأة المغربية ومس صريح بصورة المغرب ».