أكد أبو بكر حركات متخصص في علم النفس ل"فبراير.كوم"، أنه لا ينبغي التعميم فيما يخص الحوادث الأخيرة التي عرفت انتحار رجال شرطة، أو قتل شرطي لزملائه في العمل، فهي حالات يشير الاستاذ حركات الى انها تخص الشرطي باعتباره إنسانا وبحالته النفسية بغض النظر عن الوظيفة التي يزاولها. وأضاف الاستاذ حركات قائلا، " الشخص الذي أقدم على قتل زملائه في العمل يمكن وضع عدة تخمينات لما جعله يقوم بذلك الأمر، ومن بين تلك التخمينات، فقدان صوابه، إلا أنه يجب الإشارة إلى أن الخيط رفيع جدا بين العقل وفقدان العقل، أو ربما يكون تعرض منذ صغر سنه لضغوطات من طرف أصدقائه في الدراسة من خلا لالتهكم أو السخرية منه، فكل تلك تخمينات تجد حلها بعد استفسار الشرطي الذي أقدم على ذلك الفعل، كما يمكن القول أيضا أنه قد يكون تعرض لضغوطات رؤسائه أو زملائه من خلال معاملة غير لائقة، يمكنها أن تتطور في أي لحظة، ويمكن أن يحدث حادث بسيط يمكن أن يؤدي به للإنفجار، فالحالة العقلية المتوازنة وفقدان التوازن لا يربط بينهما سوى ذلك الخيط الرفيع جدا، وأنا لا أرجح أنه كان في حالة اكتئاب، فهناك دوافع ما أفقدته توازنه، أو أنه في حالة أخرى قد يكون أصيب بضغط نفسي جراء تراكمات جعلته يقوم بعملية القتل فهو الوحيد الذي يمكنه أن يجيبنا على ذلك". ورغم أنه لا يمكن التعميم وتطبيق تلك الحالة على جهاز الشرطة بأكمله، وأن تلك الحالة تبقى حالة إنسانية مرتبطة بالشخص الذي قام بها، إلا أنه يوضح الأستاذ حركات" فالشرطي هو بشر كباقي البشر، معرض لأمراض نفسية، ولديه ضغوطات من قبيل مشاكل الروتين اليومي في العمل، أو إذا وجد نفسه متورطا في أمر ما، لا يستطيع تقبله أمام الناس ولا يستطيع مواراته عليهم، وبالتالي يجد نفسه أمام فضيحة ما قد تؤثر عليه نفسيا، وتؤدي به للإنتحار أكثر من أي شخص آخر بحكم المهنة وحساسية وضعه داخل المجتمع". وعن السبب وراء إقدام بعض رجال الشرطة على الإنتحار أو قتل زملائهم في العمل بواسطة مسدساتهم، أجاب الأستاذ حركات، أن السبب جد بسيط، بحكم أن الشرطي يمكنه أن ينتحر لأنه لديه السلاح للقيام بذلك. وشدد أبو بكر حركات، فيما يخص حالة شرطي مشرع بلقصيري، أنه قد يكون تعرض لضغوطات العمل بقوله"طبيعة العمل وانتظارات المجتمع منه بالإضافة لضغوطات العمل اليومية تؤثر بشكل كبير في الحالة النفسية للإنسان، ولكي لا ننسى فالشرطي هو ذلك الأخ والصديق ويمكن أن تكون له ظروف مادية، بالإضافة إلى أن هناك تراتبية وضغوطات رؤسائه التي لا نجدها في مهن أخرى، كل ذلك يحتم عليه قوة وطاقة استيعابية هائلة للتحمل، قد تنفجر في أية لحظة وهي الفرضية الغالبية على الحالة الأخيرة التي حصلت في مشرع بلقصيري".