كان يحلو للملك الراحل الحسن الثاني أن يغير ملابسه ثلاث مرات في اليوم، كما جاء في كتاب اريك لوران وكاترين غراسييه "الملك المستحوذ"، وولعه بالأناقة جعل مصمم الأزياء الفرنسي يجني من وراءه ثروة حقيقية، وقد ورث عنه محمد السادس ولعه بالأقمشة النادرة وحب السيارات الفارهة. لكل ميولاته وما يعشقه، وهذا ما يستشف من الكتاب الأخير للصحافيين الفرنسيين "إيريك لوران" و"كاترين غراسيي"، فالحسن الثاني عاشق السيارات الفاخرة من نوع "رولس رويس" و"كادياك" و"بينتلي"، أما محمد السادس فإنه يعشق "الفيراري" البارعة الصنع، ويضيف الكاتبين الفرنسيين أن الحسن الثاني كان يهوى تغيير ملابسه ثلاث مرات في اليوم، وكان عاشقا للملابس ذات الماركات المميزة، شريطة أن تحمل بصمات استثنائية، خصوصا إذا كانت من نوع "صمالتو"، أما محمد السادس فإنه يميل، حسب الكتاب نفسه، يميل إلى الأنسجة النادرة. فحينما استفسرت مجلة الإيطالية "كلاس" الحسن الثاني في حوارها المؤرخ يوم 31 مارس 87 عن سر أناقته وعلاقته بصمالتو، عاد إلى علاقته بوالده محمد الخامس وإلى ولعه بالموضة. بصرف النظر عن صفاتكم الفطرية في الأناقة، كيف استطاع جلالتكم أن يتعهد هذا المظهر من شخصيته؟ أنا مدين بكل شيء لأبي الذي كان في هذه النقطة جد صارم، كان يرى أنه ينبغي أن تكون طريقة اللباس سليمة، وحتى لو ارتدينا لباسا غالي الثمن فلسنا في نظره مع ذلك أنيقين، وبعد مرور الزمن نضج اقتناعي بأن الأناقة شكل من الاحترام الذي نكنه للغير، وعندما كنا نستقبل أحدا وعندما نحادث أحدا أو نخطب أمام الجماهير أو أمام التلفزة، فعلينا أن نكون مرتدين للباس مناسب احتراما للجميع، ففي ذلك الوقت لم يكن ثمن اللباس ونوعه شيئا مذكورا، إذ يمكن أن يكون مخيطا بالجملة، فإذا كانت خياطته وكيه جيدين وكان نقيا ومتقنا فهو الكمال.
ولكن المسألة أيضا مسألة موضة... حقا، فليس علينا أن نتدنى إلى موضة خشنة (وهي كثيرة)، ويجوز لسمالطو أن يؤكد لكم أني لم أكن قط مشتطا، إذ كنت دائما أحب الطراز الكلاسيكي أو على العكس اللباس غير المعهود، لكن اللباس المتوسط مثل الكوكطيل الذي هو بين الكلاسيكي وغير المعهود، هذا لا أقبله حقا.
حتما ثمة نوع من التناغم بين جلالتكم وفرانسيسكو سمالطو... في هذا الضرب من الأناقة المتعهدة يلزم نوع من التعاون، فلابد من وجود تشارك ومعرفة عميقة متبادلة، فليس الأمر يقتضي تجريبا واحدا بل عملا ثنائيا، عمل فريق.