بعد محاولة التسوية التي تبناها الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية نبيل بنعبدالله لرأب الصدع بين رئيس الحكومة عبدالإله بنكيران، والأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط، تمت محاولة تدخل ثانية، لكن هذه المرة من قبل امحند العنصر، وزير الداخلية والأمين العام لحزب الحركة الشعبية. واستنادا إلى مصادر مطلعة، فإن العنصر أجرى ليلة الخميس الماضي اتصالا هاتفيا مع حميد شباط، بعدما بلغ إلى علمه قرار عدم مشاركة رئيسا فريق الاستقلال في مجلس البرلمان في الاجتماع الذي كان مقررا عقده صباح يوم الجمعة بين رئيس الحكومة ورؤساء فرق الأغلبية. وقالت مصادر مطلعة، إن «العنصر الذي لزم الصمت منذ اندلاع الحرب بين شباط وبنكيران، والتي باتت تهدد تماسك الأغلبية، اتصل بشباط وطلب منه السماح لرؤساء الفرق بالاجتماع مع رئيس الحكومة، ومقابل ذلك وعده بالتدخل لحل باقي الخلافات الأخرى»، غير أن، رد شباط، تقول ذات المصادر «كان حاسما بحيث رفض بشدة، وقال بأنه لا يمكن أن ينزاح عن مضامين ميثاق الأغلبية». وأضاف «ميثاق الأغلبية لا يسمح لرئيس الحكومة بالاجتماع برؤساء الفرق، ولكن بزعماء الأغلبية، ونحن طالبنا بتغيير هذا الميثاق، لكننا لم نتلق أي رد من قبل رئيس الحكومة». وفهم العنصر من مكالمته مع شباط أن «الأمور وصلت إلى درجة قصوى من التشنج»، بحيث «صارت الأمور بين رئيس الحكومة والأمين العام لحزب الاستقلال تحمل صفة الصراع الشخصي أكثر من أي شيء آخر». وأبلغ شباط العنصر «استياءه من عدم الرد على المذكرة التي وجهها حزب الاستقلال». و قال في هذا الصدد «بنكيران هو من طلب مني أن أكتب له، عوض أن أستمر في إطلاق تصريحات عبر الصحافة، وعندما كتبت له لم يستجب». وأضاف «نحن لم نطلب شيئا خارقا للعادة، كل ما طلبناه هو اجتماع استثنائي للأغلبية من أجل مناقشة مضامين المذكرة التي عرضناها، لكن بنكيران لم يعرنا اهتماما، والآن، نحن نطلب فقط أن يفعل مضامين ميثاق الأغلبية الذي ينص على أنها تجتمع مرتين في الشهر أو بطلب من أحد مكوناتها». وكان من المنتظر أن يجتمع رؤساء فرق الأغلبية مع رئيس الحكومة يوم الأربعاء الماضي، لكن الاجتماع تأجل إلى صباح يوم الجمعة، قبل أن يعلق لمرة ثانية بسبب موقف حزب الاستقلال الرافض للجلوس على طاولة واحدة مع رئيس الحكومة عبدالإله بنكيران. وتشير المعلومات المتوفرة، إلى أن «شباط أبلغ وزير الداخلية امحند العنصر بأنه من المستحيل أن يجلس مع رئيس الحكومة إذا لم تتم الاستجابة إلى مطالبه»، ليعود العنصر بخفي حنين من محاولة الصلح التي تبناها بعد استشارة مع رئيس الحكومة عبدالإله بنكيران. إلى ذلك، أكدت مصادر مقربة من التحالف أن «الأمور داخل الأغلبية تسير من سيء إلى أسوإ بسبب حالة التشنج التي تطبع الرقمين الأول والثاني داخل التحالف، وهما العدالة والتنمية والاستقلال». وأضافت المصادر ذاتها أن «فشل مساعي نبيل بنعبدالله والعنصر في إصلاح ذات البين بين بنكيران وشباط باتت تهدد تماسك الأغلبية». وقال المصدر ذاته إن «شباط صار يقترب أكثر فأكثر من نسف الأغلبية، خاصة وأن بنكيران مصر على عدم الرضوخ لمطالبه، احتجاجا على الطريقة التي تبناها شباط منذ صعوده للأمانة العامة ومهاجمته له باستمرار». وفي سياق ذي صلة، تتبنى باقي مكونات الأغلبية تحفظا تاما بشأن مذكرة شباط، فبالنسبة إلى الحركة الشعبية فإن «المذكرة شأن داخلي لحزب الاستقلال». واستبعدت مصادر من الحزب أن «يتم الرد عليها لأنها تهم شأنا داخليا لحزب الاستقلال». ونبّه العنصر أعضاء حزبه لضرورة «الابتعاد عن الجدل والتعليق على ما يقع في داخل الأغلبية أو حتى التعليق على المذكرة إلى حين معرفة إلى أين ستصل الأمور».