سيطرت الوجوه الاستقلالية «الجديدة» في مواقع القيادة، على كواليس المجلس الوطني الأخير الذي كرّس زعامة حميد شباط ومناصريه لحزب علال الفاسي. الكاتب العام السابق لوزارة الصحة، رحال مكاوي، كان صاحب الرقم القياسي في تبادل السلام والعناقات مع قياديي الحزب، فيما كان رئيس مجلس النواب كريم غلاب كتلميذ مجتهد يعتلي المنصة باكرا ليجلس على يسار عباس الفاسي.
أما يوسف العمراني، الوزير المنتدب في الخارجية، والذي اكتشف الكثيرون «استقلاليته» أثناء تكوين الحكومة، فردّد نشيد الحزب كاملا وبصوت عال في بداية المجلس الوطني، فيما أبدت ياسمينة بادو صلابة كبيرة وهي تظهر في الواجهة رغم تفجير ملفّ شققها بالعاصمة الفرنسية باريس.
يبدو أن حميد شباط مصرّ على البقاء في الحكومة رغم تعالي بعض الأصوات داخل القيادة الجديدة لحزب الاستقلال، مطالبة بالخروج إلى المعارضة، ورغم تلميح البيان الصادر عن المجلس الوطني الأخير، إلى إمكانية قلب الطاولة على بنكيران، من خلال الحديث عن كون حزب الاستقلال ليس ضامنا لأغلبية أي كان.
شباط قال إن حزبه سيواصل «الدفاع عن مصالح الشعب» من داخل الحكومة. وحين رفع بعض أنصاره شعارا يقول «الله الله على ورطة.. المشاركة أكبر غلطة»، قاطعهم وقال لهم إن المشاركة لم تكن خطأ، بل جاءت عن إيمان، فسارعوا إلى ترديد: «الله الله على ورطة.. الحكومة بلا سلطة»، فابتسم شباط وأشار إليهم بيده بما يعني «واصلوا هكذا».
الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، الذي طلب من أعضاء مجلسه الوطني القيام وتهنئة وزير المالية نزار بركة بمناسبة اختياره أفضل وزير للمالية في المنطقة العربية من طرف مجلة أنغلوساكسونية متخصصة، هو نفسه الذي كان قبل أقل من 48 ساعة، قد قال على أمواج إحدى الإذاعات، إن نزار بركة إذا كان قد اختير أحسن وزير للمالية «فلأن المغرب نموذج في المنطقة، وهي منطقة تعرف صراعات خطيرة وإراقة للدماء ولا تواجد لوزارة المالية في هذه المنطقة من سوريا إلى مصر فتونس... الناس عايشة في مشاكل، قد يكون بركة اختير كأحسن وزير في الديون الخارجية، وربما لأنه تلميذ مجتهد في التقويم الهيكلي، وإن كان في اختياره من شرف فأنا أعطيه للسيد عبدالإله بنكيران»، سبحان مبدّل الأحوال.