أحدث ضجة الممثل البريطاني ساشا بارون كوهين بطل الفيلم الشهير «بورات» الذي اشتهر عالميا بقدراته الكبيرة على الاستفزاز، ليلة أول أمس، عند حضوره لحفل 84 لجوائز الأسكار فقد وصل إلى هوليود، وهو يرتدي ملابس الديكتاتور الذي يجسد دوره في فيلمه الأخير الذي يحمل نفس الاسم، والذي سيقدم في القاعات في ماي القادم، وكان ساشا يحمل جرة قال إن فيها رماد صديقه الراحل كيم جونغ إيل، رئيس كوريا الشمالية المتوفي مؤخرا. وعلى الرغم من التحذيرات، التي كانت قد وجهت للكوميدي البالغ من العمر 40 سنة، فقد سمح له، أخيرا، بالمشاركة في الاحتفال وهو يرتدي اللباس العجيب، حيث حضر وهو يرتدي لباسا عسكريا باللون الأبيض عليه مجموعة من الأوسمة، بالإضافة إلى شارات كبيرة على الأكتاف ولحية سوداء كثة. وإذا كانت شخصية الديكتاتور تحيل على الرئيس العراقي السابق، صدام حسين، فإن ساشا كان محاطا بحارستين حسناوتين ترتديان ملابس عسكرية في إشارة إلى حرس الرئيس الليبي معمر القذافي، والذي كان يتكون بصفة خاصة من النساء. وقال كوهين للصحافيين إن لباسه من تصميم المصمم العالمي غاليانو قبل أن يكشف عن جواربه، مؤكدا أنها رخيصة الثمن حيث قال: «كما قال لي صديقي صدام حسين يوما فالجوارب تبقى مجرد جوارب ولا داعي أن نصرف عليها أموالا كثيرة». بعد ذلك حمل ساشا الجرة التي بين يديه قائلا: «صديقي في ملاعب التنس، الرئيس الكوري الشمالي الراحل كيم جونغ إيل، كان حلمه هو الحضور لحفل الأوسكار، وقد طلب مني أن أرمي برماده على البساط الأحمر». وما إن قام ساشا برمي مادة بيضاء على الأرض، وعلى ملابس مقدمي القنوات التلفزية حتى قدم رجال الحراسة الخاصة، حيث قاموا بإبعاده عن المكان. وقد لقي «كوهين» بعض الانتقادات بسبب المنظر الذي وصفه البعض بغير اللائق بسبب سخريته من العديد من الأموات وما هي إلا طريقة رخيصة لترويج فيلمه، ومن جانب آخر استمتع بعض الحضور بهذا المنظر الظريف الممتع، وقالوا إنه أضفى نكهة من المرح على أجواء حفل الأوسكار التي غالبا ما تكون جادة ومملة. ويقدم كوهين في فيلمه، الذي سيبدأ عرضه فى ماي المقبل، شخصية الجنرال علاء الدين، الذى يطمح إلى إبعاد الديمقراطية عن بلده عبر قمع الشعب، وحرمانه من حقوقه الأساسية. ويرى كوهين أنه قدم فى الفيلم شخصية مشابهة للعقيد الراحل معمر القذافى، إذ يقول: «لقد كان القذافى مخيفا، ولكنه مضحك بطريقة جنونية، وأعتقد أن الكثيرين سيشعرون بالإساءة جراء مشاهدتهم الفيلم.» ومما يضحك لقطات يظهر فيها الجنرال علاء الدين مرتديا في معظم الأحيان حلة عسكرية فانتازية مع نظارة شمسية سوداء بلحية كثة، ويتكلم بتلعثمات إنجليزية بألفاظ عربية غير مفهومة بالمرة، ليجسد شخصية ديكتاتور عربي متعدد العلاقات النسوية، ويتسم بصفات استثنائية، وبسلوكيات يبدو معها غريب الأطوار. وهذا «الديكتاتور» هو من النوع الظريف، فهو يظهر متجولا بشوارع نيويورك على الجمل ووراءه حاشيته على قافلة من الجمال، وخلفها موكب من أفخر السيارات مع حرس خاص من النساء يحطن به على طريقة معمر القذافي، وهو دائما يحصل بالمال على ما يريد. وقصة الفيلم، حسب ما أفادت مصادر إعلامية، مستوحاة من قصة «زبيبة والملك» التي قيل إن صدام كتبها. «الديكتاتور» يشارك في بطولته الممثل المعروف بين كنغسلي الذي اشتهر بدوره في فيلم « غاندي» و الممثلة الحسناء ميجان فوكس، وهو من إخراج المخرج الأمريكي لاري شارلز وإنتاج Paramount Pictures.