كيف نقضي علي العنف والإرهاب سياسيا وأمنيا .. ثم ندعمه فكريا ونغذيه ثقافيا واجتماعيا وتعليميا ودينيا ومدنيا من المهد إلي اللحد؟ كيف نقضي علي العنف دون أن نقضي علي أسبابه الحقيقية العميقة المتجذرة في الفكر المدني السائد وليس الديني أو الأزهري فقط؟أصبح معروفا أن أشد الجماعات إرهابا وعنفا «داعش والقاعدة والطالبان وبوكو حرام وغيرها» .. هي صناعة استعمارية تخدم أهدافا مادية بمساعدة القوي الدينية بالداخل والخارج، يشهد تاريخ الأديان من اليهودية إلي المسيحية إلي الاسلام إلي البوذية والهندوكية وغيرها .. كيف تراق الدماء وتشتعل الحروب تحت اسم الدين .. لم ينفصل الدين عن السياسة في أي مكان أو زمان .. فالأديان منذ نشأتها لم تنفصل عن سلطة الحكم .. بل إنها تتبعه وتخدمه في كل العصور .. القوة السياسية والاقتصادية والمادية هي التي تحكم الدولة وليس الكهنة وحملة المباخر من أي مذهب .. تتحكم قوة الدولة في الدنيا .. وإن سيطر رجال الدين علي الحكم في فترات معينة فإنهم يحكمون من خلال الدولة التي تملك وسائل القمع والعنف القانوني والسياسي والديني والثقافي ابتداء من تعاليم الآباء ونظم التربية والتعليم إلي المؤسسات المتخصصة في عقاب المخالفين .. بالضرب والتجويع والتشريد والسجن والتعذيب والقتل والنفي وتشويه السمعة .. لم ينفصل الدين عن السياسة في العالم كله وإن تشدقت بعض الدول بالمدنية والعلمانية والديمقراطية والحداثة .. فإن الدين يظل الأرض التي يرتكز عليها الحكم. ألم تعلن دولة إسرائيل عن يهوديتها مؤخرا بعد أن ادعت الديمقراطية دهرا؟ .. والولايات المتحدةالأمريكية ألا ترتكز في حكمها وانتخاباتها في القوي المسيحية اليهودية الأصولية العنصرية حتي اليوم؟