أمام تطور مستوى احتجاجات الأسر التي تم هدم مساكنها بمدينة الكارة واحتقان الوضع الامني بالمدينة إثر المواجهات بين المحتجين والسلطات العمومية، طلب المسؤولون الإقليميونببرشيد تعزيزات أمنية إضافية همت إرسال عدد جديد من فرق التدخل السريع بالمدن المجاورة التابعين للقيادة الجهوية للدرك الملكي بسطات، وكذا عدد إضافي من وحدات التدخل التابعة للقوات المساعدة، وامتدت المواجهات إلى أحياء مجاورة للحي الذي شهد عملية هدم المساكن غير المرخصة، بحيث عاشت شوارع المدينة إلى غاية هذا الأسبوع، على إيقاع مطاردات عنيفة بين الجانبين، أدت إلى تعطل التحاق تلاميذ المدارس المجاورة لمكان المواجهات خلال الفترة المسائية وتوقف حركة السير والجولان بذات المكان لساعات. فقد تحولت أحياء بمدينة الكارة بنفوذ إقليمبرشيد، إلى غاية ظهر يوم الثلاثاء الماضي، خلال عملية تدخل السلطات العمومية بالمدينة، معززة بالقوة العمومية من أجل هدم البيوت المشيدة بدون ترخيص قانوني، إلى ما يشبه ساحة حرب، خلال مواجهة دامية بين فرق التدخل السريع التابعة للقوات المساعدة وعدد من الأشخاص المنتمين إلى العائلات التي هدمت جرافات السلطات المحلية منازلها، حيث أسفرت المواجهات عن إحراق وتخريب سيارات السلطة والقوة العمومية وإصابة العديد من أفرادها واعتقال عدد من المحتجين من وسط الساكنة.
وحسب إفادات، فقد حلت شاحنات وسيارات التدخل السريع التابعة للقوات المسلحة الملكية، رفقة فرق الدرك الملكي وممثلي السلطات المحلية، إلى داخل حي المستقبل المعروف ب «دوار بلال»، الواقع شمال مدينة الكارة، من أجل استكمال عملية هدم عشرات المنازل التي تم تشييدها دون الحصول على تراخيص قانونية. العملية استهلتها السلطات بحر الأسبوع المنصرم وسط الحي المذكور، غير أن ساكنة الحي، وعدد من المتذمرين من قرار السلطات المحلية، قابلوا عملية أمس باحتجاجات عارمة نددوا من خلالها بعملية الهدم التي قالوا إنها كانت انتقائية، وصرخ أفراد الأسر المعنية بشعارات تندد بعملية هدم بيوتهم، دون غيرها في الوقت الذي تعج فيه الكارة بالبنايات العشوائية وأخرى غير مرخص لها، تعود لمسؤولين محليين، كما طالبت الساكنة بإرجاء عملية الهدم إلى ما بعد فصل الشتاء، رحمة بالأسر المعنية التي شردت في الشارع في عز القر.
وقد تطورت المواجهات بعد رشق العديد من سيارات القوة العمومية، إلى أن عمد عدد من المحتجين إلى إضرام النار في سيارة باشا مدينة الكارة، وإحراق الجرافة التي استعملت في عملية الهدم وكذا تكسير ما يناهز إثني عشر سيارة «صطافيط» تابعة لفرق التدخل السريع للقوات المساعدة، إضافة إلى إصابة حوالي ثمانية أفراد من فرق التدخل السريع بإصابات مختلفة الخطورة، نقلوا على إثرها إلى مستعجلات مستشفى الرازي ببرشيد. وبعد مطاردات داخل أحياء المدينة، وضعت خلالها السلطات العمومية والأمنية في حالة استنفار، تم اعتقال ثلاثة أشخاص من المشتبه فيهم من المحتجين، فيما واصلت دوريات الأمن البحث عن باقي الأشخاص الفارين.
ويأتي تدخل السلطات العمومية يوم أمس لاستكمال عمليات هدم عشرات المنازل غير المرخصة بالكارة، التي نفذتها السلطات خلال الأسبوع الفارط، على مستوى حي المستقبل، حيث تم الاعتماد على عدد كبير من الشاحنات والسيارات «الصطافيط»، تضم حوالي 220 عنصرا من القوات المساعدة والدرك الملكي، بحضور رئيس قسم الشؤون العامة وباشا المدينة، معززين بجرافات تابعة لجماعة الكارة، وهدموا أزيد من 15 منزلا و12 أساسا ومستودعا مزدوجا، مساحته 1000 متر مربع، و4 أسوار محيطة بأراض، كان أصحابها يعتزمون توزيعها إلى بقع، وفق مصادر من عين المكان، بدعوى تشييدها بدون ترخيص قانوني، وكون بعضها يوجد فوق أراض فلاحية. محامي المتهم طالب بجر بطلة الفيلم وسارقي هاتف موكله إلى المتابعة