مدريد ‘القدس العربي' من حسين مجدوبي: رفض المغرب نصائح أطراف أوروبية وخاصة فرنسا التي طلبت منه إلغاء المهرجان الغنائي موازين لما قد يشكله من منعطف في التوتر الجاري حاليا في هذا البلد المغاربي الذي يعيش على إيقاع احتجاجات حركة 20 فبراير. ويعتبر هذا المهرجان الذي يشرف عليه منير الماجدي السكرتير الخاص للملك محمد السادس هدفا لكل الانتقادات. وعلمت ‘القدس العربي' من مصدر أوروبي رفيع المستوى أن جهات فرنسية عليا طلبت من محيط الملك التفكير في إمكانية التراجع عن تنظيم مهرجان موازين أو تأجيله بسبب عدم ملاءمة إحيائه والظروف الحالية التي يعيشها المغرب، لا سيما بعدما أصبح المغاربة يعتبرون هذا المهرجان بمثابة رمزا الفساد والتبذير المالي في دولة يعاني جزء كبير من ساكنتها الفقر والبطالة. ويكلف المهرجان ميزانية مالية ضخمة بسبب النجوم العالميين الذين يتم التعاقد معهم، مثل إلتون جون وويتني هيوستون وستينغ خلال السنة الماضية، وينتظر مشاركة شاكيرا خلال الدورة الحالية بعدما كانت فرقة رولينغ ستون من ضمن المدعوين ويبدو أنها لن تلبي الدعوة. ونظرا للميزانية الضخمة التي تخصص للنجوم، يرى الرأي العام أنه يشكل استفزازا حقيقيا للمغاربة الفقراء، بينما تروّج أوساط مقربة من المهرجان والدولة أن مصدر الرفض هو السلفيون المعادون للفن. وفي استمرار المسؤولين المغاربة في الاعلان عن هذا المهرجان الذي سيبدأ خلال الأيام المقبلة، يبدو أنه جرى التحفظ على الطلب الفرنسي على أساس أن إلغاء هذا الملتقى الفني يعني أساسا تراجع الدولة عن هيبتها أمام المحتجين. ويبدو أن خبراء فرنسيين يراقبون تطورات المغرب يعتبرون مهرجان موازين قد يشكل منعطفا خطيرا أشبه بما شكله ملف محمد البوعزيزي في الثورة التونسية. ومن المنتظر أن يتزامن المهرجان مع تظاهرات قوية منددة به ليس فقط في العاصمة الرباط بل في مجموع المغرب وقد تمتد الانتقادات الى المؤسسة الملكية طالما أنه يجري تحت رعايتها وطالما أن أصوات وسط التظاهرات بدأت تنادي بإسقاط النظام أي إسقاط النظام الملكي. وتأتي المبادرة أو النصيحة الفرنسية في إطار القلق الذي تبديه باريس من احتمال انزلاق الأوضاع في المغرب نتيجة ارتفاع التوتر بشكل غير مسبوق والذي يمس جميع القطاعات، وأكدت المصادر المذكورة أن خارجية فرنسا وهيئات أخرى تتوصل يوميا بتقرير تقييمي من طرف المصالح الفرنسية المتواجدة في المغرب حول الوضع في هذا البلد. ويوجد على رأس سفارة فرنسا في الرباط الدبلوماسي برونو جوبير الذي يعتبر من المتخصصين في العلاقات الفرنسية – الأفريقية وخبيراً في المغرب والملفات الاستخباراتية وسبق أن شغل في الماضي منصب رئيس قسم التخطيط الاستراتيجي في المخابرات الخارجية المرتبطة بوزارة الدفاع. وكانت الصحافة المغربية قد أفادت أن دبلوماسيين فرنسيين كانوا قد اجتمعوا ببعض نشطاء حركة 20 فبراير وطلبوا منهم أخذ الحذر من هيمنة النهج الديمقراطي ذي التوجه الشيوعي وحركة العدل والإحسان الإسلامية على هذه الحركة، وتم اعتبار هذا التصرف بمثابة تدخل في الشؤون الداخلية للمغرب.