صبيحة يوم منطوق الحكم توجهت صوب محكمة الصويرة رفقة زوجتي مشيا على الأقدام، وكل ثروتي لا تتعدى 20 درهما لم تسعفني مؤشراتها في سوق المال أن أقتني علبة تبغ أو أركب سيارة أجرة وأنا في نفس الوقت مطالب بتعويض الملياردير ميلود الشعبي بما قدره 200 مليون سنتيم، كما جاء في الشكاية المباشرة التي تقدم بها المحسن الكبير عن طريق نقيب المحامين بهيئة مدينة آسفي ضد جريدة أصداء في شخص مديرها الأستاذ الحسن أربعي و محرر الربورطاج الصحفي أنا الموقع أسفله ( هشام شكار) ، المتمحور حول معاناة المئات من سكان مدينة الصويرةالجديدة من مغاربة ومقيمين أجانب من غياب البنية التحتية وانعدام المرافق العمومية، و المنشأة من قبل شركة الشعبي للإسكان بمنطقة الغزوة الواقعة على بعد 10 كلم جنوب موكادور. فلم تمضي سوى دقائق من ممارسة المشي صوب قصر العدالة حتى اتصل بي الصديق الأخ شكيب الإدريسي الذي نصب نفسه شاهدا في الدعوة الشعبية، باعتباره مستثمرا وقاطنا بالمزبلة البشرية على حد تعبيره، ملحا على مرافقتي عبر سيارته الخاصة تحسبا لتفادي أي مكروه مبيت قد يلحق بي وينسب للحوادث العرضية المتناسلة في الشارع العام. كنت آخر من يعلم بمنطوق الحكم، غير أن الابتسامات التي أشهرت في وجهي لحظة ولوجي لردهات قبة الميزان الصادحة من المحامون وعناصر الأمن الوطني والخاص أثلجت صدري بعد الاضطلاع على قرار الهيئة القضائية في منطوق الحكم والقاضي بالبراءة وتحميل المشتكي الصائر. لم أكن لوحدي بين هديم قاعة الجلسات المتخثرة برائحة البركة المائية الأسنة والشاهدة على مرافعة الدفاع لأستاذان محمادي لمعكشاوي و جمال ياسين، وهي في حد الوقت مكاشفة علنية تتبعها جمع غفير من المواطنين والمتقاضين بفضول مشدوه كلما ذكر اسم الشعبي أثناء مناقشة الملف لما كان دفاع المشتكي يدلي بشواهد تقديرية وجوائز منحت لموكله على الورق والمجسمات، أما الواقع فقد أدلينا به للمحكمة الموقرة بالأحكام القضائية ومستندات صادرة عن الإدارة الترابية وشهادة الشاهد.... كلها قرائن خلصت بما فاه به الأستاذ ياسين أثناء ومرافعته: " الإدارة المغربية تقر أن مدينة الصويرة مشروع فاشل وصاحبه خارق للقوانين المعمول بها" الحاج ميلود بالكاد ورط نفسه بطريقة غبية للجلوس على كرسي الاعتراف، وتسلطت عليه الأضواء الكاشفة لحقيقة مشاريعه الاستثمارية المتحايلة على القانون وشركة الشعبي للإسكان بالصويرةالجديدة نموذجا، حيث أنه لا يتهاون على رفع صبيب ضخ صنبور صفحات الإشهار المسمومة الموجهة يوميا إلى معظم المنابر الوطنية مقابل تنزيه الشعبي من النقد والانتقاد، وبعضهم يقدسون أحجاره. في الحقيقة لم أكن أدري أن صاحب مشروع التعليم العالي المتمثل في افتتاح الجامعة الأمريكية بالمغرب الموقوفة التنفيذ قد يتنكر يوما بكل هذا اللؤم لصديقه السيد الحسن أربعي الذي عاشره لأزيد من 40 سنة ودافع عنه في أحلك الظروف إبان وهيج سنوات الرصاص، والتاريخ يشهد أن صاحب مؤسسة التحدي الصحفية وجريدة أصداء الخاصة بالنخبة والصادرة كل يوم أربعاء قد قدم جريدة أسرار قربانا لما تم الحجز على العدد قبل التوزيع بالمطبعة في عهد المرحوم ريضا أكديرة، الذي استدعى السيد أربعي و ساومه بمنع إصدار الجريدة أو الكشف عن مصدر الخبر الوارد و الذي لم يكن سوى ميلود الشعبي، حيث كانت لهذا الأخير مصلحة سياسية خاصة و يهم الخبر تسلم [جورج أوحنا] شيكا من الملك الراحل الحسن الثاني؟ الأهم فالسيد الحسن أربعي رافق الشعبي لما يقارب نصف قرن، استمات من أجل نصرته في العديد من الجبهات والمعارك بدون مقابل يذكر، ليأتي اليوم كان فيه الوجدان القضائي بمدينة الصويرة أكثر مصداقية وجرأة من غدر زمن ميلود الشعبي المطالب بتغريم صديق عمره مليوني درهما، وهو المبلغ الذي لم يحلم به الحساب البنكي للجريدة، علما أن النسخة الواحدة من جريدة أصداء تباع بثلاثة دراهم فقط ومراسلها بمدينة الصويرة لم يكن يمتلك ثمن علبة سجائر أثناء المحاكمة بتهمة السب والقذف العلني. فهل تنتبه جمعية ميلود الشعبي للأعمال الاجتماعية لوضعيتي المادية المتقهقرة تحت درجة الصفر جراء تداعيات وخبايا الدعوة القضائية التي رفعها المحسن الكبير ضدي في الدرجة الثانية و في مواجهة السيد الحسن أربعي في الدرجة الأولى، مطالبا بتغريمنا تعويض قدره 200 مليون درهما؟ والله ما كيحشم هاد السي ميلود....؟ للصويرة نيوز:هشام شكار