من جاء بفكرة انفصال الصحراء الغربية عن المملكة المغربية؟ ما هو سياقها؟ ما هو سببها؟ ما هو المطلوب منها؟ هذا هو مضمون المقال الذي خص به «الوطن الآن» بشر أحمد حيدار، أحد رموز قبيلة ازركيين فكرة انفصال الصحراء الغربية عن المملكة المغربية جاء بها أحمد الهيبة وأخوه محمد لغظف أبناء الشيخ ماء العينين، سنة 1912. سببها المعروف تاريخيا أن أحمد الهيبة بن الشيخ ماء العينين لما مات والده وتنازل السلطان مولاي حفيظ عن الحكم خلا له الجو ونصَّب نفسه سلطانا على المغرب، وأخوه الشيخ محمد لغظف خليفته في الصحراء، ودخل مراكش سلطانا، لكن بعد هزيمته في سيدي بوعثمان وسيطرة الجيوش الفرنسية على المغرب وتعيين مولاي يوسف سلطانا على المملكة المغربية، انقطع أمله من ملك المغرب، وفكَّر هو وأخوه محمد لغظف في فصل الصحراء الغربية وسوس عن المملكة المغربية ليستبدا بها. وقد وجدا تأييدا ومساندة كبيرة من ألمانيا، فبعث السلطان أحمد الهيبة رسالة إلى قبيلة إزرگيين ليتخذوا السياسة للمسلمين مع دولة ألمانيا أو إسبانيا من أگادير إلى مرسى طرفاية، وكان أمله أن تختار قبيلة إزرگيين ألمانيا الدولة القوية، ليتم ما خططا له، أي ليبقى أحمد الهيبة سلطانا على سوس، وأخوه محمد الأغظف خليفته في الصحراء. لكن قبيلة إزرگيين اختارت إسبانيا لأمور يطول شرحها. وفي يوم 29 يونيو 1916 نزل «فرانسيسكو بينس» بطرفاية ووقع اتفاقية مع الشيخ محمد الأغظف نيابة عن أخيه السلطان، ووقعها عن قبيلة إزرگيين القائد عبد الله ولد سيدي يوسف، ووقعها «بينس» عن دولته. وعلى ما يبدو فإن هذه الفكرة لم يطلع عليها أحد من إخوة الرجلين، وهذا ما تُعبر عنه رسالة الشيخ امربيه ربُّو إلى أعيان ثكنة يؤيدهم فيها على مقاومة إسبانيا في طرفاية، وأن خروجها كان من دون إذن من المسلمين، وأنه يتبرأ من كل من تعامل معهم، وأشار بالعبارة إلى أخيه محمد الأغظف وبشرايا الذي قتله أيت با عمران، كما تبرأ إبراهيم من أبيه، وهذه الرسالة تاريخها 12 ربيع النبوي عام 1354 ه . وفي سنة 1926 أنشأت إسبانيا حامية عسكرية من قبيلة إزرگيين بقيادة القائد إبراهيم بن القائد عبد الله بن سيدي يوسف وضابطها الملازم القائد خطاري بن القائد إبراهيم بن امبارك وضباط صف، نذكر منهم على سبيل المثال: الحاج بابا أحمد بن محمد يحظيه وحسن بن أدويهي ...الخ. كما عُيِّن أحمد بن محمد بن حيدار قائدا على طرفاية، وبعد ذلك استشارة حاكم طرفاية الإسباني مع القائد أحمد حيدار، بالسؤال: هل تريدون أن تكونوا تابعين لجزر الكناري القريبة منكم أو تكونوا تابعين لتطوان البعيدة؟ فكان رده «نحن مسلمون ونتبع خليفة المسلمين في تطوان». وهذا فيما يبدو مخالف لما يريد محمد الأغظف ولد الشيخ ماء العينين، ولذلك وقع خلاف بين الرجلين دام إلى سنة 1934، حيث قدم الشيخ أمربيه ربو فأيد القائد أحمد حيدار، وأصبحت طرفاية تابعة لتطوان رسميا، وأصبحت الإدارة المحلية بطرفاية تعلوها الراية المغربية والراية الإسبانية، وأصبحت الجريدة الرسمية تأتي من تطوان إلى طرفاية باستمرار، وترأس الشيخ امربيه ربو سنة 1939 وفد الحجاج الذي ذهب من طرفاية، وفي سنة 1940 دشن الشيخ أمربيه ربو والقائد أحمد حيدار مسجد طرفاية. بعد وفاة الشيخ أمربيه ربو سنة 1942 ووفاة القائد أحمد حيدار سنة 1946، تغير الوضع واختفت الراية المغربية وغير اسم طرفاية وأصبح بيا بينس، وأصبح الأمر للشيخ محمد الأغظف والاستعمار الإسباني. الوطن الان /الصويرة نيوز