في سرية وتكتم شديدين عكس ما يدعو إليه الإسلام الذي يتخذه حزب الاستقلال مرجعية في الخطاب، تم عقد قران - غير مسبوق سياسياً- بين نجل عباس الفاسي الأمين العام لحزب الاستقلال وابنة إدريس السنتيسي العضو القيادي في حزب الحركة الشعبية، وعمدة سلا السابق بهذه الصفة. وفي انتظار أن يعرف الصيف القادم عرس القرن، تحاول العائلتان (الفاسية والمكناسية) التكتم على هذا الزواج ما يوقعهما في القراءة التي يخشيانها حتماً، ما دام أن في التكتم على الزواج ما يخالف الشرع والأعراف، شيء من حتى. لذلك، وفي إطار "حتى" هذه، لابد من التساؤل عما إذا كان تأجيل "إشهار الزواج" تلافيا لفتح صفحة تكهنات مزعجة حول تبادل مصالح ما، أم أنه تأجيل لإعلان التحاق السنتيسي بحزب الاستقلال، مادام من الصعب تصور التحاق عباس الفاسي بالحركة الشعبية لقضاء فترة استجمام سياسي لما تبقى من عمره تحت قيادة محند العنصر؟ عموما، إعلان الزواج سيكون صفحة جديدة من التطبيعات التي تشهدها الأحزاب السياسية، ما دام أن الأواصر العائلية تلعب دورا مهما في الكواليس الحزبية ودوائر القرار. وللعلم في هذا الإطار، فإن الحركة الشعبية التي يقودها محند العنصر والسنتيسي وآخرون، ظلت وحدها مقطوعة الأواصر العائلية مع أحزاب المعارضة القديمة. لذلك فإن مصاهرة آل الفاسي مع السنتيسي سوف يكون وراءها احد أمرين: إما أن السنتيسي مرغوب فيه من زاوية مالية صرفة، وإما أن حسابات الطلوع والهبوط قد قذفت بالسنتيسي إلى الواجهة ولو إلى حين. وفي كل الأحوال، وباستحضار العداء المتأصل بين الحركة والاستقلال نتساءل: هل بارك أحرضان هذه المصاهرة؟ عن جريدة اصداء