تنفيذا لبرنامج الأنشطة التربوية الذي سطرته المؤسسة في بداية الموسم وفق مقاربة تشاركية مندمجة، و بهدف إغناء الحياة المدرسية و جعل المؤسسة فضاء للتربية على المواطنة و تعزيز قيم الانتماء، و تخليدا للذكرى 38 لحدث المسيرة الخضراء المظفرة و عيد الاستقلال المجيد، نظمت مجموعة مدارس ابن بطوطة صبيحة يوم السبت 16 نونبر2013 بالمدرسة المركزية حفلا بهيجا، حضره مجموعة من آباء و أمهات التلاميذ إلى جانب عدد من الشركاء و خاصة رئيس المجلس البلدي للحنشان. و يأتي هذا الحفل بعد أن تم تكليف لجنة مكونة من المجلس التربوي إلى جانب الأساتذة المشرفين على الأندية التربوية بالمؤسسة من أجل الإعداد المادي و اللوجيستي لهذه المحطة من أجل إنجاحها و استثمارها في مشروع انفتاح المؤسسة على محيطها و تحقيق الإشعاع المنتظر. بعد الافتتاح بآيات من الذكر الحكيم من تلاوة إحدى التلميذات، و ترديد النشيد الوطني من قبل الجميع ( تلاميذ ، أساتذة، ضيوف) جاء الدور على مدير المؤسسة ليلقي كلمة على الحضور مبرزا أهمية هذين الحدثين المجيدين في تاريخ المغرب و كيف أنهما من الملاحم التي سطرها المغاربة ملكا و شعبا و بالتالي وجب علينا نحن اليوم استخلاص الدروس و العبر منها، في سبيل استثمارها في بناء صرح هذا الوطن و التقدم به إلى الأمام، و هو الشيء الذي زكته التلميذة سناء أثناء كلمتها باسم المواطنة الصغيرة، ليأتي الدور بعدها على كلمة المواطن الصغير التي ألقاها التلميذ عبد الحق بلسان أمازيغي فصيح، بهدف ترسيخ الغنى الهوياتي المغربي و فسيفساء التعدد و الثراء التي تميزه. بعد مراسيم الافتتاح توزع التلاميذ على أربع ورشات تكلف بإعدادها و تأطيرها السادة الأساتذة المشرفون على الأندية التربوية بالمؤسسة : - ورشة الفنون والأشغال اليدوية و قد كانت موجهة لتلاميذ المستويين الأول و الثاني. حيث افتتحت الأستاذة المؤطرة ورشتها بتمهيد يتعلق بالعلم المغربي و ألوانه و رمزيته، و بعدها انكب تلاميذ المستوى الأول على تلوين رسومات للعلم الوطني بينما عكفت الفئة الثانية على صنع أعلام مغربية زاهية موظفين في ذلك بطاقات من الورق المقوى الأحمر و خيوط من اللحمة الخضراء، و حتى الأباء انخرطوا بعفوية و تلقائية و صنعوا رفقة أبنائهم أعلاما صغيرة. - ورشة الحناء و هي ورشة استحضرت مناسبة عاشوراء و استلهمت أفكارها من الرمزية التي تكتنف الإبداع الشعب المغربي خاصة فيما يرتبط بطقوس تخضيب الأيادي بالحناء المعبرة عن السعادة و الفرح، و بذلك تم نقش نجيمات صغيرة على أكف الفتيات الصغيرات اللواتي عبرن عن غبطتهن و سعادتهن بهذه المبادرة التي حاولت أن تعطي و لو فكرة بسيطة عن إمكانية توظيف التراث الشعبي في التربية على المواطنة و ترسيخ قيم الانتماء - ورشة الألعاب و الأناشيد الوطنية حيث استمتع تلاميذ المستويين الخامس و السادس بمجموعة من الألعاب و المسابقات التربوية التي انخرطوا فيها بعفوية و تلقائية منقطعة النظير و بعدها تم ترديد مجموعة من الأناشيد الوطنية الحماسية التي نالت إعجابهم و تفاعلوا معها بشكل كبير. - ورشة الجداريات التي حاولت أن تؤرخ لهذه المحطة من خلال عمل فني تشكيلي شارك في إنجازه تلاميذ المستويين الثالث و الرابع، الذين رسموا بأياديهم البريئة علما مغربيا كبيرا مذيلين ذلك بعبارة " مغربي و أفتخر" و بصمات لأياديهم الصغيرة. كتعبير رمزي منهم عن تشبثهم بوطنهم و اعتزازهم و افتخارهم بانتمائهم له. بعد أنشطة الورشات تجمع التلاميذ في قاعة واحدة من أجل مشاهدة شريط وثائقي يرصد أهم لحظات المسيرة الخضراء، تلاه لقاء مفتوح مع أحد شيوخ الدوار الذين تطوعوا سابقا للمشاركة في ذاك الحدث المجيد و قد روى على مسامع الأطفال أهم الوقائع التي عايشها ظلت عالقة بذاكرته في أسلوب شيق و ممتع ، ليتفاعل معه التلاميذ بعدها بأسئلة تغذي فضولهم و تعرفهم بتفاصيل أكثر عن حدث المسيرة. و بعد اختتام هذا النشاط فاجأ الحضور الشيخ بإعلانهم تكريمه من خلال إهدائه نسخة من المصحف الشريف و قد تسلمه في مشهد مهيب ينم عن وطنيته و إخلاصه لهذا البلاد. في ختام الحفل تم ترديد قسم المسيرة الخضراء بشكل معبر و بمشاركة كافة التلاميذ و السادة الأساتذة و الضيوف، الذين عبروا عن مدى إعجابهم بمستوى التنظيم و التأطير الذي طبع هذه التظاهرة.