تحت شعار “جميعا من أجل ترسيخ مقومات تراث مدينة الصويرة” نظمت جمعية الصويرة موكادور يوم السبت 25 دجنبر 2010 بدار الصويري، حفلا فنيا متميزا تم خلاله استحضار أحد التقاليد الموسيقية المحلية العريقة المعروفة ب “الرزون” و الشهيرة لدى ساكنة الصويرة ب”اشرب أتاي”، و هو عبارة عن مواجهة شعرية طريفة بين أهل حي الشبانات و أهل حي بني عنتر يتم خلالها تبادل المهاجاة بين الطرفين و التي غالبا ما تكون مرتجلة و تكتسي طابعا فريدا تغلب عليه النكتة. و بحسب أحد أعضاء اللجنة التنظيمية، فإن إقامة هذا الحفل الفني يندرج في إطار الجهود المحلية المبدولة مند سنوات من قبل أكثر من جهة معنية و مهتمة لرد الاعتبار للتراث المحلي، و هو أي الحفل محاولة كذلك لتعريف الجيل الحالي من الصويريين بتقاليده العريقة و تذكيره بعاداته المتجدرة في أعماق التاريخ. و شكلت هذه التظاهرة الفنية التراثية التي تتبع وقائعها أندري أزولاي مستشار جلالة الملك الرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكادور، مناسبة لأحياء الموروث الثقافي المحلي، و فرصة لإشاعة الابتهاج و الفرح، و فضاء لإبلاغ رسالة السلام و التعايش بين الأديان و الثقافات. الأمسية التي استمرت حتى وقت متأخر من الليل، كانت من توقيع الطائفة العيساوية بالصويرة التي أتحفت الحاضرين مغاربة و أجانب بأدائها المتقن لقصائد الملحون و بإيقاعاتها و أذكارها الصوفية. “الحضارات” كان لهن كذلك نصيب كبير في تنشيط الأمسية بابتهالاتهن و إيقاعاتهن الرزينة التي استهوت الجمهور و تفاعل معها بشكل لافت أبان أن الفن الأصيل يبقى دائما أصيلا مهما تكالبت عليه عوامل الزمن.