لن يقف حلف الناتو ضد مصالح إسرائيل، لأن حلف الناتو لا يتعارض مع المشيئة الأمريكية التي نكصت على عقبها في ليبيا، وانكفأت بأعذار لا تقنع رضيعاً في السياسة الدولية، وطالما عجزت القيادة الأمريكية عن التصرف في شأن داخل المجتمع أمريكي بعيداً عن المصالح الإسرائيلية، فإنها أعجز عن التدخل في شأن يمس عصب الوجود الإسرائيلي، ويرتبط بنهوض أمة عربية إسلامية تتنفس الحرية من فوهات بنادق الثوار العرب في ليبيا، وما لذلك من تأثير على أصل وجود دولة الصهاينة؟ وإذا كان من السهل على البعض أن يستل سكين الطعن، ويشكك في التقارير التي تتحدث عن صفقات سلاح إسرائيلي لصالح نظام القذافي، ويتشكك في وجود وسطاء فلسطينيين أصدقاء لسيف القذافي، رتبوا لهذه الصفقات، فإن ما لا يخضع للشك هو أن مصالح إسرائيل الإستراتيجية في بلاد العرب تتناقض مع إستراتيجية الثورات العربية بشكل عام، وتعادي الثورة الليبية بشكل خاص، وهذا بحد ذاته ما يعطي مصداقية للتقارير التي تؤكد على وجود صفقات سلاح مشبوهة بين القذافي وإسرائيل، ولاسيما أن الطرفين يلتقيان على تلويث الحناء التي تغطي لحى الثوار الليبيين، ويتعمدان إلى لفت انتباه المجتمع الدولي إلى زبيبة الصلاة التي تزيين جبين الثوار، والتي تشهد أنهم مسلمون، ويطلبون النصر من الله، وهم يرددون آيات قرآنية في حربهم ضد القذافي.. النكوص الأمريكي الفعلي عن مواصله العمل العسكري ضد القذافي، وترك حلف الناتو متردداً في العمل تحت ذرائع اختباء كتائب القذافي بين المدنيين، يؤكد أن الضغط الإسرائيلي قد أثمر في كف يد معظم دول الغرب عن المشاركة في نصرة الشعب الليبي، وحمايتهم من الذبح، ويؤكد أن السياسية الأمريكية هي صاحبه التأثير على حلف الناتو، وليس التردد التركي المرتبط بمصالح اقتصادية، قد لا تتضرر في حالة سيطرة الثوار. في هذا المقام لا بد من الاستشهاد بما ذكرته الصحفية الأمريكية هيلين توماس، حين قالت: إن لليهود نفوذاً على البيت الأبيض وعلى الكونغرس الأمريكي. وجميعهم يقع تحت تأثير اللوبي اليهودي الذي يتلقى تمويلا من أغنياء؛ بينهم أشخاص من هوليوود، ولليهود نفوذ على الأسواق المالية، حيث لهم السيطرة الكاملة. إن قوة اليهود تكمن في قدرتهم السياسية على السيطرة على عصب الحياة في أمريكا، بنسبه تفوق عدد اليهود الحقيقي. لن نطلب نصراً من أمريكا التي غدت محمية يهودية، وراعية للمصالح الإسرائيلية، ومرشدة روحية لحلف الناتو؛ الذي لن يصوب سلاحاً في يوم من الأيام ضد أصدقاء إسرائيل، ولن يكون نصيراً لثوار ليبيا، طالما ظلت ثورتهم تمثل الغضب العربي على المذلة والتبعية، وهذا ما يفرض على شرفاء العرب جميعهم، أن يتحملوا مسئوليتهم التاريخية، وأن ينصروا الشعب الليبي، وهو يرسم معالم مستقبل الأمة، التي احتقرت الحكام الطغاة المأجورين.[/align]