من الناس من يعجبك في الكلام ولايحسن غيره.ناس جبلت على القيل والقال ولا شيء غير ذلك والفاهم يفهم.صاحبنا قطع أشواطا في مهنة المتاعب ولازال,مرت عليه خمس وثلاثون سنة في العمل أي في مهنةالتعليم الذي أصبح مسبة في زمن الجهالة الجهلاء ومن ذلك افتخار المرء بنفسه وهو في حقيقة الأمر هواء في خواء.صاحبنا لايزال يدرس بالقسم على الرغم من تجاوز الزمن له ومن فراغ يده من المال عصب الحياة.يدرس ستة أيام في الأسبوع أربعا وعشرين ساعة بالتمام والكمال زد عليها ثمان عشرة ساعة يقطعها في الطريق المتجهة نحو جنوب مدينة وجدة مقر سكناه الذي اشتراه بالكريدي ولن يكمل ما عليه من دين حتى يقبض عزرين روحه وينتقل الى الأخرة. المجموع اثنان وأربعون ساعة في الأسبوع ويتحدث أصحاب الكراسي الوثيرة والمكاتب المكيفة ورباعيات الدفع عن الهدر المدرسي وضرورة معالجته والبدء برجال التعليم ونسائه المنافحين والغيورين الحقيقيين على المنظومة التربوية ومصالح التلميذ فأغلبهم آباء وأمهات وأبناؤهم وبناتهم أكباد على الأرض تمشي. فهل لمثل هؤلاء تقرأون زبوركم ياايها الذين تخافون من أن يضربكم البرد ؟ولاتعيشون الا في المكاتب المكيفة ؟ولاتركبون الا السيارات الفارهة المستوردة من بلاد العم سام؟ صاحبنا لاتبقى له من الحوالة الاالف ومائتا درهم فيها مصروف ثلاثة أشخاص منهم تلميذ في أحد الجدوع المشتركة.هل راعيتم يا سادة مصلحته؟أم هو كلام لتسويق الفشل في صورة انتصارات؟ انه الوهم يا سادة بل هو الجهل بواقع مرير لا يكتوي به سوى أهل الدار أما أنتم فعنا غرباء.