يبدو أن المعهد المتخصص للفندقة والسياحة بالحسيمة عاجز عن تحقيق الأهداف المبتغاة من إنشائه ، فبعد النفور وقلة الإقبال من شباب المنطقة نتيجة أسباب متعددة...، وفي محاولة لسد هذا الفراغ والترويج للمعهد بين شباب المناطق والمدن المجاورة ، زعماً بأن المعهد يوفر كل الشروط الضرورية لتكوين في المستوى. فالمعهد بالإضافة للتجهيزات المهمة التي يتوفر عليها والأدوات المتعددة والكفاءات العالية والمواد الأولية الكثيرة المخصصة للتكوين... فقد أنشئ سكن خاص لهؤلاء المتدربين. وأمام هذه الإغراءات التي تثير اهتمام أبناء العائلات الفقيرة والبعيدة. إلا أنهم سرعان ما يصطدمون بالحقيقة المرة التي لا ينفع معها تراجع ولا حتى اعتذار. وخير دليل على هذا الكلام حالة الشبان التسعة الذين قدموا من مدن مجاورة تازة تاونات فاس وخنيفرة من أجل التكوين والعودة إلى منازلهم وذويهم بشهادات مهنية تعينهم على ولوج سوق الشغل. لإعالة أنفسهم وذويهم على متطلبات الحياة الصعبة. مايزال الشبان التسعة منتظرين قرار إدارة المعهد علها تجد لهم مكانا بين زملائهم و سكنا يؤويهم ويحميهم من رطوبة البحر و برودة الخريف وأمطاره التي سجلت في الأيام القليلة الماضية حسب نشرة الأرصاد الجوية 72 ملم ولا من يشفق ولا يحن، عشرون يوما في الخلاء يفترشون الحصير ويلتحفون غطاء خفيفا مشتركا يجمع تسعة شبان في ريعان الشباب مهدد بالمرض في أي لحظة يقول أحدهم: لولم يعدونا بالسكن ما فكرت في التسجيل بهذا المعهد. ويقول آخر لقد سجلنا من بين الأوائل واجتزنا الامتحان الأولي، لكن جاء غيرنا فيما بعد وأعطي له السكن. وقال آخر بحرقة وبحشرجة صوته تنم عن حزن عميق، لقد أمرو منعنا من الماء الشروب، مما اضطر بعضنا إلى النزول إلى شاطئ البحر.. هذه بعض الكلمات التي صرح بها هؤلاء الشباب لعضو جمعية النهضة السياحية إثر الزيارة التفقدية لمعاينة حالتهم والاستماع لأقوالهم... دون ذكر كل الكلام حتى تتبين صحته.. عشرون يوما في العراء وفي ظروف مزرية صعبة يفتقدون فيها لأبسط الأشياء.. و قرار الإدارة لا رجعة فيه. مما يعني أن الوضع سيستمر على ماهو عليه إن لم يتحرك المسئولون لإيجاد حل عاجل لإيواء هؤلاء الشباب الذين انخدعوا بالصورة الجميلة للمعهد والعبارات المفعمة بالترحاب والاستقبال قبل التسجيل.. ومن أجل ذلك بدأت مجموعة من التحركات التي تقوم بها جمعية النهضة السياحية بالحسيمة الى جانب فاعلين جمعويين إلى توقيع عريضة تضامنية ومراسلة المسئولين لإيجاد حل عاجل لهؤلاء الشباب