من االمُسلّم به أن مهمة الأمن مسؤولية كل إنسان يؤمن بالقيم الإنسانية ومقاصدها النبيلة، ومن ثمة فهو مدعو للمساهمة في كل ما من شأنه أن يعزز شروط الأمن بكل أشكاله وتجلياته المادية والمعنوية؛ وهذا الوعي بالمسؤولية بلا شك سيكون رافدا أساسيا لتغذية مكونات المجتمع من مؤسسات وهيئات وسلط بثقافة تحترم الحياة الآمنة وتصونها من كل الأخطار التي تتهددها وتتربص بها. ويجب علينا جميعا مواطنين ومؤسسات أن نكون على استعداد للذود عن المحيط الذي نعيش فيه؛ وأن نعمل على تنوير الرأي العام بأهميته وابتكار أساليب وإجراءات الوقاية وفضح مخططات العنف والترويع وتهديد المجتمع في أمنه الجسدي والنفسي والغذائي...... يجب علينا أن نبني الأمن في القلوب ونطهر الثقافات من القيم السامة والأنانيات المريضة، ومن روح التخاذل واللامبالاة والانتقام، والعمل على إشاعة ثقافة الحق والقانون والنضال السلمي وتلك هي مهمة(مؤسسات الدولة، المجتمع المدني،الأسرة، المدرسة،المسجد، الإعلام، الأجهزة الأمنية .. ..). إن إرساء هذه الثقافة وتعزيزها بالقوانين والآليات والمؤسسات كفيل بإعادة خلق دولة لن تذهب مجهوداتها سدى، وأن مساعيها ستؤتي ثمارها الطيبة التي يعود نفعها على الجميع: نفسيا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وبيئيا ..... إن الأمن بهذا المعنى ثقافة ونمط عيش، والمجتمع الآمن يحمل شروط قوته في ذاته، وحالما يتعرض لخطر ما إلا و اشتغلت ثقافته وبشكل متناغم مع مؤسساته درءًا لذلك الخطر، بل وإبطال مفعوله بأقل الخسائر وربما بدون خسائر وقد لا نبالغ في القول أن المجتمع من هذا الطراز وبقوة ما يمتلك من مناعة شرعية قد يجعل من الخطر غنيمة. فحينما يصبح الأمن والاستقرار والسلم ثقافة يتنفسها المجتمع وتصونها الدولة فإن الثقة في الوطن، والحالة هذه، ستنمو وتتقوى وتبعا لذلك فإن التغيرات الإيجابية ستنساب بسهولة ويسر في مجرى الزمن وأن المعضلات مهما كانت جسامتها ستجد طريقها إلى الحل. في هذا الإطار يأتي « الملتقى العالمي حول قضية الصحراء المغربية ومستقبل الأمن الإقليمي في المنطقة المتوسطية » بمدينة الداخلة أيام 26/27/28 من الشهر الحالي؛ الملتقى يندرج، حسب الجهات المنظمة، في إطار التصور العام الذي تشتغل وفقه الهيئات الجمعوية حاملة هذا المشروع الذي تم استلهامه من روح التوجيهات الملكية وروح الإجماع الوطني ومن الشرعية الأممية. ويهدف هذا الملتقى من بين ما يهدف، إلى تنوير الرأي العام الوطني والعالمي بأهمية المقترح المغربي المتمثل في الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية بوصفه مشروعا له قابلية الاضطلاع بدور جوهري في تجنيب المنطقة التدهور الأمني، وبالتالي المساهمة في بناء الأمن الإقليمي بالفضاء المتوسطي. سعيد هادف * الملتقى من تنظيم : المنظمة المغربية للصحراويين الوحدويين، شبكة الفضاء الشامل بالداخلة،جمعية الصداقة المغربية اللاتينية، جمعية ما تقيش ولادي ------------------------------------------ التعاليق : 1 - الكاتب : ذ سعيد هادف المرجو من رئيس التحرير المحترم، الإشارة إلى مصدر المقال وتاريخ نشره، فهذا المقال صدر منذ حوالي شهرين، بجريدة -الصحراء الأسبوعية 2 - الكاتب : رئيس التحرير أشكر الأستاذ سعيد هادف على التنبيه. ... كما نشير الى ان نفس المقال نشر بموقع الجريدة... www.assahrae-alousboiya.com اطيب التحيات.