بدأ علماء في جامعة نورثوسترن بمدينة شيكاغو الأمريكية، بتطوير جهاز قالوا إنه قادر على كشف العمليات "الإرهابية" و"الإرهابيين المحتملين" من خلال قراءة موجات أدمغتهم، وصولاً للتدقيق بمعلومات قد تكون على صلة بالهجمات التي يخططون لها، مثل مكان وموعد العمليات، وبحسب ملخص نشر في مجلة "علم النفس" حول البحث، قام الطبيب جون ميكسنر ومعاونه بيتر روزنفيلد، بالطلب من مجموعة تلاميذ في الجامعة الإعداد لخطة إرهابية وهمية، كما طلب من مجموعة أخرى إعداد خطة لرحلة صيفية ترفيهية، وأظهرت عمليات المسح الدماغي وجود فوارق كبيرة في طبيعة الموجات الدماغية بين المجموعتين. وفى السياق ذاته، قالت الدارسة إن المجموعة التي خططت للعملية الوهمية قررت تنفيذها في مدينة هيوستن، وقد تمكن جهاز مسح الموجات الدماغية من رصد نشاط فائق لدى أفراد هذه المجموعة، وذلك عندما قام الأطباء بعرض قائمة تحمل أسماء مدن أمريكية عليهم، تضم مدينة هيوستن، حيث ذكرت الدراسة أن العلماء ركزوا على موجة دماغية تحمل اسم P300 لأنها تنطلق في الدماغ مرة كل 300 ميلي ثانية، وهي عادة ما ترتبط بتذكر المرء لأمور خطيرة، وقد تمكنوا بالفعل من رصدها في أدمغة المجموعة "المتأمرة"، وشرح ميكسنر أهمية الكشف قائلاً: "بفضل رصد الموجة P300 تمكنا من تحديد 10 من بين 12 إرهابياً محتملاً، كما تمكنا من الحصول على 20 من أصل 30 تفصيل يتعلق بموعد وكيفية تنفيذ الهجوم". وأشار ميكسنر إلى أن هذا الأسلوب في تحديد الإرهابيين المحتملين، أفضل من أجهزة كشف الكذب، لأن بوسع المجرمين المتمرسين أو الجواسيس التلاعب بمعطيات هذا الجهاز والحفاظ على هدوء أعصابهم، بينما قد يرتبك الأبرياء وتظهر عليها علامات تدفع المحققين للشك بتورطهم في الجرائم. ومن جهه أخرى، لفت إلى أن أسلوب قراءة موجات الدماغ يعاني من عيب أساسي، وهو ضرورة أن يكون لدى المحققين رأس خيط في التحقيقات أو بعض الحقائق لعرضها على المشتبه بهم ورصد ردود أفعال أدمغتهم، أما إذا افتقدوا تلك الحقائق الأولية فسيكون عملهم صعباً للغاية لأنه سيكون عليهم الاعتماد على الحظ، كما أن موجة P300 قد تكون خادعة في بعض الأحيان، إذ أنها تظهر إنفعال المرء لدى ذكر أمر معين، ولكنها لا تشرح بالضرورة سبب ذلك، فقد تظهر لدى ذكر مكان ما أمام المشتبه به، ولكنها لا تعني بالضرورة تخطيطه لعملية تستهدف المنطقة، بل قد تؤشر إلى وجود ذكريات سيئة له من الماضي مرتبطة بها.