وفق قناعتي فأن من أولويات السياسة الفلسطينية , هو فرض الحصار والعزلة الدولية على الكيان الأسرائيلي وهذا يقتضي تشجيع وأحيانا تحريض دول معينة ذات أهمية أقليمية أو دولية على قطع علاقاتها بأسرائيل أو تخفيض مستوى العلاقات معها.. وهنا لا أقصد في المجال الدبلوماسي فقط , بل في المجالات الأقتصادية والعسكرية والأمنية وغيرها ومن هنا أهمية أن تقوم الحكومة التركية بقطع كامل علاقاتها مع أسرائيل.. لقد قال أحمد داود أوغلو بأن تركيا ستقطع علاقاتها بأسرائيل أن لم تقدم أسرائيل الأعتذار عن قتلها المتعمد للمواطنين الأتراك في الأعتداء على السفينة مرمرة في 31-5-2010 والتي كانت تؤدي عملا أنسانيا للشعب الفلسطيني. . وقد سبقه السيد أردوغان بتصريح مماثل بعد وقوع الجريمة .. والملفت أن نتنياهو أعلن قبل سفره الى واشنطن بعدة أيام أن أسرائيل لن تعتذر.. كما أن ليبرمان بوقاحته المعهودة صرح بعد مطلب أوغلو أن أسرائيل لن تعتذر وأنه ليس من عادتها أن تعتذر عن فعل عملته.. والمعروف أن الجكومة الأسرائيلية لم تستجب للمطلب التركي بأنشاء لجنة تحقيق دولية للتحقيق في الحادثة الأجرامية بل قامت هي بتشكيل لجنة بأختيارها لهذه المهمة.. وهكذا فأن أسرائيل لم تستجب لنداء المنطق وأدارت ظهرها " للصديق التركي " ضاربة بعرض الحائط كرامته أمام شعبه وأمام الشعب الفلسطيني وأمام العالم سواء المتعاطف أو المتفرج.. وهنا لم يبق أمام تركيا من خيار سوى أن تتوكل على الله وتقطع علاقاتها بأسرائيل والغريب أن الولاياتالمتحدة الأميركية قد أعتصمت بالصمت ولم تبذل أي مجهود مع اسرائيل المعتدية أو مع تركيا صاحبة الحق لتصلح بينهما وتدفع اسرائيل الى تقديم الأعتذار بل والتعويض لأسر الشهداء الأتراك ألى ماذا ترمي أميركا بهذا الموقف وهي الدولة الكبرى التي تظهر أهتماما بأدق التفاصيل في أية بقعة في الكون حتى لو كانت لدى التيبت ؟ لا يمكن تفسير الموقف الأميركي الا أنه أسناد للموقف الأسرائيلي على أعتاب لقاء أوباما مع نتنياهو .. كما أنه أضعاف للموقف التركي لدى الدول الأوروبية في سعيه للأنتماء الى منظومة الأتحاد الأوروبي أني أشد على يد تركيا - المسلمة الوطنية - وأناشدها أن تبادر فورا بقطع كل علاقاتها بأسرائيل , وأن تلغي كل معاملاتها التجارية والعسكرية والأمنية معها , وأن تتحرر كلية من هذا " الصديق " الحقير الذي لا يرعى صداقة ولا فضلا والذي يتناسى أن تركيا كانت الدولة الأسلامية الهامة الوحيدة التي أعترفت بدولة أسرائيل بعد زرعها في فلسطين عام 1948 كانت تركيا على الدوام - في نظر القائد الشهيد أبو عمار - ومعها أيران - أيام حكم الشاه - البلدين اللذين يشكلان العمق الأستراتيجي للثورة الفلسطينية , وكان يدرك أهميتهما في رفد النضال الفلسطيني أذا تحررتا من العلاقات مع أسرائيل.. " وهنا لست في معرض الحديث عن أيران الأسلامية بعد سقوط الشاه وآمل أن أكتب حول ذلك في وقت آخر " .. وما يهم الآن هو أن تنفذ تركيا وعيدها وتقطع علاقاتها دون أي تأخير مع دولة أسرائيل.. وبعد ذلك تلتفت كلية لتصليب وتطوير علاقاتها مع دول المجموعة العربية والأسلامية أستنادا الى ما كان قاله وزير الخارجية التركي في أسطمبول أمام الملتقى الأقتصادي التركي العربي الخامس بأن حدود الدور التركي يمتدمن مضيق البوسفور الى هرمز ومن القرص " المنطقة الحدودية بين تركيا وأرمينيا " الى موريتانيا أنني أقدر عاليا تمسك تركيا بكرامتها وبالدفاع عن مواطنيها .. وهنا يحضرني أن حكومة بريطانيا لا تملك الغيرة على كرامتها والا لكانت قطعت علاقاتها بأسرائيل يوم أكتشفت أن الموساد الأسرائيلي أستخدم جوازات بلدها في أغتيال المناضل الفلسطيني محمود المبحوح , ولكنها بلا كرامة.. وهذا ما يميز تركيا ولذلك فأنها أنتفضت وأصرت على الأعتذار الأسرائيلي .. وقد رفضت اسرائيل تقديم الأعتذار ورفضت دفع التعويضات ورفضت تشكيل اللجنة الدولية , فأنه لم يترك أمام الحكومة التركية المسلمة الوطنية الا أن تقطع كل علاقاتها وفورا مع أسرائيل , وقبل أن يدخل نتنياهو للقاء أوباما في البيت الأبيض