ادعت صحيفة هآرتس الاسرائيلية أن فرع تنظيم القاعدة في اليمن بعث مؤخرا بكراسة إرشاد لنشطاء التنظيم في قطاع غزة، يشرحون فيها كيفية تركيب طائرة خفيفة تعمل على محرك سيارة، يمكن بواسطتها إطلاق مواد "تخريبية" وتفجيرها فوق أهداف في إسرائيل بمحاذاة الحدود مع غزة. وزعمت الصحيفة أن وثائق وصلت إليها عبر مجموعة الانعزاليين الشيعة في اليمن، ممن يعملون ضد القاعدة ويتطلعون للوصول إلى اتفاق مع حكومة اليمن للحصول على حقوقهم، وتُبيِّن الوثائق أنه يوجد صلة متواصلة ومباشرة بين منظمة القاعدة في اليمن وبين مؤيدي القاعدة في غزة، ممن يعمل بعضهم من خلال منظمة "التوحيد والجهاد"، التي نفذت في الماضي عمليات في مواقع الاستجمام في سيناء. ويتبين من إحدى الرسائل بأن "سامي المطيري"، مواطن كويتي معروف بلقب "عبد الله الحج" والذي أدين قبل عدة سنوات بقتل مواطن أمريكي في الكويت، هو المسئول الآن عن نشاط القاعدة في ارض فلسطين ضد إسرائيل. المطيري الذي أطلق سراحه في العام 2007 من السجن الكويتي، نَقَل إلى رجاله في غزة مبالغ مالية بمقدار 850 ألف دولار، من خلال مواطن سعودي يدعى "عبدالله الدوسري" كان وصل مع المال إلى مصر متظاهرا بأنه سائح. وحسب تعليمات "المطيري" فإن هدف المال هو شراء السلاح من سيناء للنشطاء في غزة، وكذا لشراء شقق للاختباء في خان يونس وفي رفح. وأمر "المطيري" رجال اتصاله في غزة بعدم تخزين السلاح الذي اشتري في نطاق غزة كي لا يسقط في يد حماس، وجاء في إحدى الرسائل أن رجال "التوحيد والجهاد" اشتروا حتى الآن 25 صاروخ غراد أخفوها في الدفيئات الزراعية في سيناء وفي غزة. وكانت السلطات المصرية أفادت الأسبوع الماضي بأنها كشفت كميات من المواد المتفجرة، والقذائف المضادة للطائرات وقطع سلاح في وسط سيناء، في موقع يوجد على مسافة نحو 100 كيلومتر جنوبي العريش. ويتبين من الوثائق أيضا بأن "سامي المطيري"، الذي أصبح منذ تحرره من السجن في الكويت احد القادة الكبار في القاعدة في شبه الجزيرة العربية، يطلب من منظمة "كتائب عبدالله عزام" التنسيق والمساعدة لرجال القاعدة في غزة، بحجة أنهم يعملون ضد ذات العدو. ومن غير الواضح إذا كان المقصود هي المنظمة التي أخذت على نفسها المسؤولية عن العمليات في طابا وإيلات في العام 2005، او جناح المنظمة الذي يعمل في سوريا وفي لبنان. وكتب "المطيري" لرجاله في غزة يقول: "انه يعتزم أن يرسل إليهم ثلاثة مرشدين لتوجيههم على استخدام السلاح والمواد التخريبية وكذا على التخطيط التكتيكي للقتال". رسالة تأييد أخرى وصلت إلى النشطاء في غزة من الصومال أيضا، يقترح فيها نشيط المنظمة "مختار رب ابو منصور" مساعدة رجال غزة في الإرشاد وبالمال أيضا. يشار إلى أن "سامي المطيري"، الذي بدأ حياته السياسية كرجل منظمة علمانية ونشيط في منظمة "الوسيط الديمقراطي" في الكويت وبعد ذلك تبنى الإسلام الراديكالي، صاغ مؤخرا وثيقة مفصلة عن إستراتيجية القتال التي ينبغي للمنظمة تبنيها في فلسطين، لبنان، سوريا والعراق. ويقترح "المطيري" ضمن أمور أخرى، الشروع في "حرب صواريخ" ضد إسرائيل من أراضي غزة لدفع حماس إلى تحطيم صمتها والشروع في القتال ضد إسرائيل. ويُقدِّر "المطيري" -الذي يكشف في الوثيقة عن ضلوع كبير سواء في تفاصيل المنطقة أم في الشكل الذي تعمل فيه إسرائيل-، بأنه إذا ما أطلقت منظمته الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية "فسيأتي فورا رد تلقائي إسرائيلي ضد حماس مما سيجبرها هي أيضا على الرد على النار بنار الصواريخ". ويقترح اتخاذ هذه الإستراتيجية أيضا من اجل إشغال إسرائيل في الحدود الجنوبية، بشكل يخفف يدها عن الشروع في حرب في الحدود الشمالية ضد لبنان. ويولي "المطيري" أهمية هائلة لأن تُظهِر قوة القاعدة في غزة قدرة عسكرية مثيرة للانطباع كي تتمكن من تقويض "استسلام" حماس حيال إسرائيل، وكي تتمكن في المستقبل أيضا من أن تحتل مكان حماس في إدارة المعركة مع إسرائيل.