يبدأ وزراء الخارجية العرب اليوم اجتماعاتهم بمدينة سرت الليبية للتحضير للقمة العربية المقرر عقدها السبت المقبل. ويتضمن جدول أعمال القمة 27 بندا في مقدمتها خطة لإنقاذ القدس من الانتهاكات الإسرائيلية، وإيجاد آليات لتوثيق تلك الانتهاكات، بغرض عرضها على محكمة العدل الدولية في لاهاي حسب ما أفاد مراسل الجزيرة. وبينما تتواصل التحضيرات بالمدينة الليبية الساحلية للافتتاح، واصلت عدة لجان تابعة للجامعة اجتماعاتها وبينها "لجنة الأمن والسلم العربي" التي اجتمعت على مستوى وزاري، حسبما أفاد السفير هشام يوسف مدير مكتب الأمين العام للجامعة. وقال يوسف إن اللجنة التي تشارك بعضويتها السودان وسوريا والعراق والصومال وليبيا إلى جانب الأمين العام عمرو موسى، تبحث تفعيل عمل المجلس في ضوء اقتراحات الأمين العام ومن بينها إنشاء قوات حفظ سلام عربية. وفي موضوع البيان الختامي، قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن مسودته تتضمن دعوة العرب الدول الغربية التي زورت جوازات سفرها لتسهيل عملية اغتيال القيادي بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) محمود المبحوح في دبي، إلى التعاون في إلقاء القبض على قتلته. مشاركة لبنان في هذه الأثناء قرر لبنان المشاركة بالقمة على مستوى منخفض، وكلف مندوبه الدائم لدى الجامعة السفير خالد زيادة والقائم بالأعمال في طرابلس الغرب نزيه عاشور بتمثيله. القرار اتخذ بالإجماع، حسبما قال وزير الإعلام طارق متري للصحفيين في ختام اجتماع الحكومة الأسبوعي أمس. ومعلوم أن قادة الطائفة الشيعية بلبنان كانوا قد طالبوا بمقاطعة القمة على خلفية اختفاء رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى موسى الصدر في ختام زيارة له إلى الجماهيرية عام 1978. وفي وقت سابق من الشهر الجاري أعلن الرئيس ميشال سليمان أنه لن يشارك بقمة سرت. يذُكر أن القضاء اللبناني أصدر عام 2008 مذكرات اعتقال غيابية بحق شخصيات ليبية يشتبه في تورطها بالقضية بينهم الزعيم معمر القذافي. وفي بغداد قال الناطق الرسمي باسم الحكومة علي الدباغ لقناة العراقية أمس إن الرئاسات العراقية (رئاسة الدولة والحكومة والبرلمان) لن تشارك بالقمة العربية بسبب معرفتها المسبقة بعدم جدواها، وأضاف "لاسيما وأنها ستكون برئاسة القذافي" مشيرا إلى أن اهتمام قيادات بلاده ينصب على العراق. وذكر مراسل الجزيرة في ليبيا خالد الديب اليوم أن الرئيس المصري حسني مبارك لن يشارك بقمة سرت لأسباب صحية، واللبناني لأسباب سياسية، في حين يتوقع أن يحضرها باقي الزعماء العرب. في السياق غادر الأمين العام للأمم المتحدةنيويورك إلى ليبيا لحضور افتتاح القمة، وحث بان كي مون في تصريح قبل المغادرة القادة العرب على دعم المفاوضات غير المباشرة التي دعت إليها واشنطن بين إسرائيل والفلسطينيين. مشروع موسى من جهة أخرى، قالت مصادر دبلوماسية إن عمرو موسى سيقدم مشروعا لإقامة علاقات وثيقة بين العرب والأطراف الإقليمية المؤثرة كإيران وتركيا إلى قمة سرت. وذكر دبلوماسيون عرب الأربعاء أن المشروع الذي أطلق عليه اسم رابطة الجوار العربي، يهدف إلى توثيق التعاون بالمجالات السياسية والأمنية والاقتصادية مع عدد من الدول التي تشكل محيطا جغرافيا للعالم العربي. وأضافت المصادر التي رفضت الكشف عن أسمائها أن من بين الدول التي يقترح موسى ضمها إلى الرابطة -إضافة إلى إيران وتركيا- دولا في أفريقيا كنيجيريا وتشاد وإثيوبيا ودولا جنوب أوروبا مثل إيطاليا واليونان وإسبانيا، وهي جميعها تعتبر على تماس مع العالم العربي.